نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 181
معسكره ، حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته صلى الله عليه وآله من يختلف في الرئاسة ، ويطمع في التقدم على الناس بالإمارة ، ويستتب الأمر لمن استخلفه من بعده ، ولا ينازعه في حقه منازع ، فعقد له الإمرة على من ذكرناه . وجد عليه وآله السلام في إخراجهم ، فأمر أسامة بالبروز [1] عن المدينة بمعسكره إلى الخرف [2] ، وحث الناس لم على الخروج إليه والمسير معه ، وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه . فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها ، فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع ، فقال لمن تبعه : ( إنني قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع ) فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم فقال عليه السلام : ( السلام عليكم يا أهل القبور ، ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ) ثم استغفر لأهل البقيع طويلا ، وأقبل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ( إن جبرئيل عليه السلام كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة ، وقد عرضه علي العام مرتين ، ولا أراه إلا لحضور أجلي ) . ثم قال : ( يا علي ، إني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة ، فاخترت لقاء ربي والجنة ، فإذا أنا مت فاغسلني واستر عورتي ،
[1] في ( م ) وهامش ( ش ) : بالخروج . [2] الجرف : موضع عل ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام . ( معجم البلدان 2 : 128 ) .
181
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 181