نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 174
في ذلك وخالف بعض ، وجرت خطوب بينهم فيه ، وقال منهم قائلون : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أشعث أغبر ، ونلبس الثياب ونقرب النساء وندهن ! . وقال بعضهم : أما تستحيون أن تخرجوا ورؤوسكم تقطر من الغسل ، ورسول الله صلى الله عليه وآله على إحرامه ! . فأنكر رسول الله على من خالف في ذلك وقال : ( لولا أني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة ، فمن لم يسق هديا فليحل ) فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف . وكان فيمن أقام على الخلاف للنبي صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب ، فاستدعاه رسول الله عليه وآله السلام وقال له : ( ما لي أراك - يا عمر - محرما أسقت هديا ؟ ! ) قال : لم أسق ، قال : ( فلم لا تحل وقد أمرت من لم يسق الهدي بالإحلال ؟ ) فقال : والله يا رسول الله لا أحللت وأنت محرم ، فقال له النبي عليه وآله السلام : ( إنك لن تؤمن بها حتى تموت ) . فلذلك أقام على إنكار متعة الحج ، حتى رقى المنبر في إمارته فنهى عنها نهيا مجددا [1] وتوعد عليها بالعقاب . ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله نسكه أشرك عليا عليه السلام في هديه ، وقفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون ، حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم ، وليس بموضع إذ ذاك للنزول لعدم الماء
[1] في ( ش ) و ( م ) . مجردا ، وأثبتنا ما في هامش ( ش ) ونسخة العلامة المجلسي .
174
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 174