نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 158
السلام ولا ساواه في معناها ولا قاربه فيها على حال ، ولو علم الله تعالى أن بنبيه عليه السلام في هذه الغزاة حاجة إلى الحرب والأنصار ، لما أذن له في تخليف أمير المؤمنين عليه السلام عنه حسب ما قدمناه ، بل علم أن المصلحة في استخلافه ، وأن إقامته في دار هجرته مقامه أفضل الأعمال ، فدبر الخلق والدين بما قضاه في ذلك وأمضاه ، على ما بيناه وشرحناه . فصل ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وآله من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معدي كرب فقال له النبي صلى الله عليه وآله : " أسلم - يا عمرو - يؤمنك الله من الفزع الأكبر " فقال : يا محمد ، وما الفزع الأكبر ، فإني لا أفزع ! ؟ فقال : " يا عمرو ، إنه ليس مما تحسب وتظن ، إن الناس يصاح بهم صيحة واحدة ، فلا يبقى ميت إلا نشر ولا حي إلا مات ، إلا ما شاء الله ، ثم يصاح بهم صيحة أخرى ، فينشر من مات ويصفون جميعا ، وتنشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال ، وتزفر النيران [1] وترمي بمثل الجبال شررا ، فلا يبقى ذو روح إلا انخلع . قلبه وذكر ذنبه وشغل بنفسه ، إلا ما شاء الله ، فأين أنت - يا عمرو - من هذا ؟ " قال : ألا إني أسمع أمرا عظيما ، فآمن بالله ورسوله ، وآمن معه من قومه ناس ، ورجعوا إلى قومهم . ثم إن عمرو بن معدي كرب نظر إلى أبي بن عثعث الخثعمي