نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 349
فقال علي أمير المؤمنين عليه السلام يفتح لولي الله من منزله من الجنة إلى قبره تسعة وتسعون بابا " ، يدخل عليها روحها وريحانها وطيبها ولذتها ونورها إلى يوم القيامة ، فليس شئ أحب إليه من لقاء الله ، قال : فيقول : يا رب عجل علي قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، فإذا كانت صيحة القيامة خرج من قبره مستورة عورته ، مسكنة روعته قد أعطي الأمن والأمان ، وبشر بالرضوان ، والروح والريحان ، والخيرات الحسان ، فيستقبله الملكان اللذان كانا معه في الحياة الدنيا فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه ولا يفارقانه ، ويبشرانه ويمنيانه ويفرجانه كلما راعه شئ من أهوال القيامة قالا له : يا ولي الله لا خوف عليك اليوم ولا حزن ، نحن الذين ولينا عملك في الحياة الدنيا ونحن أولياؤك اليوم في الآخرة ، أنظر تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، قال : فيقام في ظل العرش فيدنيه الرب تبارك وتعالى حتى يكون بينه وبينه حجاب من نور فيقول له : مرحبا " ، فمنها يبيض وجهه ويسر قلبه ويطول سبعون ذراعا " من فرحته فوجهه كالقمر وطوله طول آدم وصورته صورة يوسف ولسانه لسان محمد صلى الله عليه وآله وقلبه قلب أيوب ، كلما غفر له ذنب سجد ، فيقول : عبدي اقرأ كتابك فيصطك فرائصه شفقا وفرقا " [1] قال : فيقول الجبار : هل زدنا عليك سيئاتك ونقصنا عليك من حسناتك ؟ قال : فيقول : يا سيدي بل أنت قائم بالقسط وأنت خير الفاصلين . قال : فيقول : عبدي أما استحييت ولا راقبتني ولا خشيتني ، قال : فيقول : يا سيدي قد أسأت فلا تفضحني ، فإن الخلايق ينظرون إلي ، قال : فيقول الجبار : وعزتي يا مسيئ لا أفضحك اليوم قال : فالسيئات فيما بينه وبين الله مستورة والحسنات بارزة للخلائق ، قال : فكلما كان عيره بذنب قال : سيدي لتبعثني إلى النار أحب إلي من أن تعيرني ، قال : فيضحك الجبار [2] تبارك وتعالى لا شريك له ليقر بعينه [3] ، قال : فيقول : أتذكر يوم كذا وكذا أطعمت جائعا " ووصلت أخا " مؤمنا " ، كسوت يوما " أعطيت سعيا " حججت في الصحاري تدعوني محرما " ، أرسلت عينيك فرقا " ، سهرت ليلة شفقا " ، غضضت طرفك مني
[1] أي خوفا " . [2] قال العلامة المجلسي - رحمه الله - : الضحك كناية عن إظهار ما يدل على رضاه عنهم من خلق صوت يشبه الضحك أو غيره والله تعالى يعلى وحججه صلوات الله عليهم أجمعين . [3] في بعض النسخ [ لتفريعه ] في بعضها [ لتفزيعه ] .
349
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 349