responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 54


صلى الله عليه وآله وسلم إلى فضاء واسع ثم نادى الجبل وقال : يا أيها الجبل بحق محمد وآله الطيبين بجاههم ومسائلة عباد الله بهم أرسل الله على قوم عاد ريحا صرصرا عاتية لنزع الناس كأنهم أعجاز نخل خاوية ، وأمر جبرئيل أن يصيح صيحة هائلة في قوم صالح حتى صاروا كهشيم المحتضر لما انفصلت من مكانك بإذن الله وجئت إلى حضرته هذه - ووضع يده على الأرض بين يديه .
فتزلزل الجبل وصار كالفارع الهملاج [1] حتى دنى من إصبعه أصله فلزق بها ووقف ونادى : ها أنا سامع لك مطيع يا رسول رب العالمين وإن رغمت أنوف هؤلاء المعاندين مرني بأمرك . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن هؤلاء اقترحوا على أن آمرك أن تنقلع من أصلك فتصير نصفين ثم ينحط أعلاك ويرتفع أسفلك فتصير ذروتك أصلك وأصلك ذروتك . فقال الجبل : أتأمرني بذلك يا رسول رب العالمين ؟ قال : بلى فانقطع نصفين وانحط أعلاه إلى الأرض وارتفع أسفله فوق أعلاه فصار فرعه أصله وأصله فرعه ، ثم نادى الجبل : يا معاشر اليهود هذا الذي ترون دون معجزات موسى الذين تزعمون أنكم به مؤمنون ؟ .
فنظر اليهود بعضهم إلى البعض ، فقال بعضهم : ما عن هذا محيص ، وقال آخرون منهم : هذا رجل منجوت مؤتى له ما يريد - والمنجوت يتأتى له العجائب - فلا يغرنك ما تشاهدون . فناداهم الجبل : يا أعداء الله قد أبطلتم بما تقولون نبوة موسى ، هلا قلتم لموسى إن قلب العصا ثعبانا وانفلاق البحر طرقا ووقوف الجبل كالظلة فوقكم إنما تأتي لك لأنك مؤتى لك يأتيك جدك بالعجائب فلا يغرنا ما نشاهده ، فألقمتهم الجبال بمقالتها والصخور ولزمتهم حجة رب العالمين .
وعن معمر بن راشد قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : أتى يهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقام بين يديه يحد النظر إليه ، فقال : يا يهودي ما حاجتك ؟
فقال : أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله عز وجل وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر وظله بالغمام ؟



[1] الفارع : الصاعد المرتفع ، والهملاج : السريع السير .

54

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست