responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 46


في بيت المقدس أمرهم بمخالفتها والتوجه إلى الكعبة ليبين من يوافق محمدا فيما يكرهه ، فهو مصدقه وموافقه .
ثم قال : " وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله " إن كان التوجه إلى بيت المقدس في ذلك الوقت لكبيرة إلا على من يهدي الله ، فعرف أن لله أن يتعبد بخلاف ما يريده المرء ليبتلي طاعته في مخالفة هواه .
وقال أبو محمد عليه السلام : قال جابر بن عبد الله الأنصاري : سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله بن صوريا غلام يهودي أعور تزعم اليهود أنه أعلم يهودي بكتاب الله وعلوم أنبيائه عن مسائل كثيرة يعنته فيها [1] فأجابه عنها رسول الله صلى الله عليه وآله بما لم يجد إلى إنكار شئ منه سبيلا .
فقال له : يا محمد من يأتيك بهذه الأخبار عن الله ؟ قال : جبرئيل . قال : لو كان غيره يأتيك بها لآمنت بك ولكن جبرئيل عدونا من بين الملائكة ، فلو كان ميكائيل أو غيره سوى جبرئيل يأتيك لآمنت بك .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لم أتخذتم جبرئيل عدوا ؟ قال : لأنه ينزل البلاء والشدة على بني إسرائيل ، ودفع دانيال عن قتل بخت نصر [2] حتى قوى أمره وأهلك بني إسرائيل ، وكذلك كل بأس وشدة لا ينزلها إلا جبرئيل ، وميكائيل يأتينا بالرحمة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ويحك أجهلت أمر الله وما ذنب جبرئيل إلا أن أطاع الله فيما يريده بكم ؟ أرأيتم ملك الموت هل هو عدوكم وقد وكله الله بقبض أرواح الخلق ، أرأيتم الآباء والأمهات إذا أوجروا الأولاد [3] الدواء



[1] يعنته فيها : يطلب زلته ويشدد عليه ويلزمه ما يصعب عليه أداؤه
[2] بخت أصله بوخت وهو بمعنى ابن ، نصر اسم صنم كان قد وجد عنده ولم يعرف له أب فنسب إليه ، وخرب بيت المقدس وقتل من اليهود مقتلة عظيمة عندما أصبح ملكا .
[3] أوجره : جعل الوجور في فيه . والوجور : الدواء يجعل في وسط الفم .

46

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست