نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 44
فقال اليهود عند ذلك : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ فأجابهم الله أحسن جواب فقال " قل لله المشرق والمغرب " وهو يملكهما وتكليفه التحويل إلى جانب كتحويله لكم إلى جانب آخر " يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " [1] وهو أعلم بمصلحتهم وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم . قال أبو محمد عليه السلام : وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : يا محمد هذه القبلة بيت المقدس قد صليت إليها أربعة عشر سنة ثم تركتها الآن ، أفحقا كان ما كنت عليه فقد تركته إلى باطل فإن ما يخالف الحق باطل ، أو باطلا كان ذلك فقد كنت عليه طول هذه المدة فما يؤمننا أن تكون الآن على باطل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : بل ذلك كان حقا وهذا حق ، يقول الله " قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " إذا عرف صلاحكم أيها العباد في استقبالكم المشرق أمركم به ، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به ، وإن عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به ، فلا تنكروا تدبير الله في عباده وقصده إلى مصالحكم . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لقد تركتم العمل يوم السبت ثم عملتم بعده سائر الأيام ، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده ، أفتركتم الحق إلى الباطل أو الباطل إلى الحق أو الباطل إلى الباطل أو الحق إلى الحق ؟ قولوا كيف شئتم فهو قول محمد وجوابه لكم . قالوا : بل ترك العمل في السبت حق والعمل بعده حق . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق ثم قبلة الكعبة في وقته حق . فقالوا له : يا محمد أفبدا لربك فيما كان أمرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس حتى نقلك إلى الكعبة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما بدا له عن ذلك فإنه العالم بالعواقب والقادر على المصالح لا يستدرك على نفسه غلطا ولا يستحدث رأيا بخلاف المتقدم جل عن ذلك ، ولا يقع عليه أيضا مانع يمنعه من مرادة ، وليس يبدو