نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 417
فروعا نامية ، وأثمارا زاكية ، وأبدانا قائمة ، فيها أصل الإسلام ، وعلم النبوة ، فعلونا حين شمخ بنا الفخر ، واستطلنا حين امتنع بنا العز ، ونحن بحور زاخرة لا تنزف ، وجبال شامخة لا تقهر . فقال مروان بن الحكم : مدحت نفسك ، وشمخت بأنفك ، هيهات هيهات يا حسن ، نحن والله الملوك السادة ، والأعزة القادة ، لا تبجحن فليس لك عز مثل عزنا ، ولا فخر كفخرنا ، ثم أنشأ يقول : شفينا أنفسا طابت وقورا * فنالت عزها فيمن يلينا فابنا بالغنيمة حيث ابنا * وابنا بالملوك مقرنينا ثم تكلم مغيرة بن شعبة فقال : نصحت لأبيك فلم يقبل النصح ، ولولا كراهية قطع القرابة لكنت في جملة أهل الشام ، فكان يعلم أبوك أني أصدر الوارد عن مناهلها ، بزعارة قيس ، وحلم ثقيف ، وتجاربها للأمور على القبائل . فتكلم الحسن عليه السلام فقال : يا مروان أجبنا ، وخورا ، وضعفا ، وعجزا ، زعم أني مدحت نفسي ، وأنا ابن رسول الله ، وشمخت بأنفي وأنا سيد شباب أهل الجنة وإنما يبذخ ويتكبر ويلك من يريد رفع نفسه ، ويتبجح من يريد الاستطالة ، فأما نحن فأهل بيت الرحمة ، ومعدن الكرامة ، وموضع الخيرة ، وكنز الإيمان ، ورمح الإسلام ، وسيف الدين ، ألا تصمت ثكلتك أمك قبل أن أرميك بالهوائل ، وأسمك بميسم تستغني به عن اسمك ، فأما إيابك بالنهاب والملوك أفي اليوم الذي وليت فيه مهزوما ، وانخجرت مذعورا ، فكانت غنيمتك هزيمتك ، وغدرك بطلحة حين غدرت به فقتلته ، قبحا لك ما أغلظ جلدة وجهك . فنكس مروان رأسه ، وبقي مغيرة مبهوتا ، فالتفت إليه الحسن عليه السلام فقال : أعور ثقيف ما أنت من قريش فأفاخرك ، أجهلتني يا ويحك ؟ ! أنا ابن خيرة الإماء ، وسيدة النساء ، غذانا رسول الله صلى الله عليه وآله بعلم الله تبارك وتعالى ، فعلمنا تأويل القرآن ، ومشكلات الأحكام ، لنا العزة العليا ، والفخر والسناء ، وأنت من قوم لم يثبت هم في الجاهلية نسب ، ولا لهم في الإسلام نصيب ، عبد آبق ، ما له
417
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 417