نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 383
والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به ، وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل ، وكفر ذوي الكفر ، منه وممن وافقه على ظلمه ، وبغيه ، وشركه ، ولقد علم الله ذلك منهم فقال : " إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا " وقال : " يريدون أن يبدلوا كلام الله " ولقد أحضروا الكتاب كملا مشتملا على التأويل ، والتنزيل . والمحكم ، والمتشابه ، والناسخ ، والمنسوخ ، لم يسقط منه : حرف ألف ولا لام ، فلما وقفوا على ما بينه الله من : أسماء أهل الحق والباطل ، وأن ذلك إن أظهر نقص ما عهدوه قالوا : لا حاجة لنا فيه ، نحن مستغنون عنه بما عندنا ، وكذلك قال : " فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " . دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله ، إلى جمعه ، وتأليفه ، وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم ، فصرخ مناديهم : من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به ، ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معادات أولياء الله ، فألفه على اختيارهم ، وما يدل للمتأمل له على اختلال تمييزهم ، وافترائهم ، وتركوا منه ما قدروا أنه لهم ، وهو عليهم ، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره ، وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين ، فقال ، " ذلك مبلغهم من العلم " وانكشف لأهل الاستبصار عوارهم ، وافترائهم . والذي بدا في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه وآله من فرقة الملحدين ولذلك قال : " ويقولون منكرا من القول وزورا " ويذكر جل ذكره لنبيه صلى الله عليه وآله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته " يعني : أنه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه ، وعقوقهم ، والانتقال عنهم إلى دار الإقامة ، إلا ألقى الشيطان المعرض لعداوته عند فقده في الكتاب الذي أنزل عليه ، ذمه ، والقدح فيه ، والطعن عليه ، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا تقبله ، ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين ، والجاهلين ، ويحكم الله آياته بأن : يحمي أوليائه من الضلال والعدوان ، ومشايعة أهل الكفر والطغيان ، الذين لم يرض
383
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 383