نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 382
ذلك قولا ظاهرا ليته حسنة من حسناته ، ويود أنه كان شعرة في صدره ، وغير ذلك من القول المتناقض المؤكد لحجج الدافعين لدين الإسلام . وأتى من أمر الشورى وتأكيده بها : عقد الظلم والإلحاد ، والغي والفساد ، حتى تقرر على إرادته ما لم يخف - على ذي لب موضع ضرره - . ولم تطق الأمة الصبر على ما أظهره الثالث من سوء الفعل ، فعاجلته بالقتل فاتسع بما جنوه من ذلك لمن وافقهم على ظلمهم وكفرهم ونفاقهم : محاولة مثل ما أتوه من الاستيلاء على أمر الأمة . كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالى لعدوه إبليس ، إلى أن يبلغ الكتاب أجله ، ويحق القول على الكافرين ، ويقترب الوعد الحق ، الذي بينه في كتابه بقوله : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات لنستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم " ( 1 ) وذلك : إذا لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ، وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك ، لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عدواة له . وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ، ويظهر دين نبيه صلى الله عليه وآله - على يديه - على الدين كله ولو كره المشركون . وأما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبي صلى الله عليه وآله ، والأرزاء به ، والتأنيب له ، مع ما أظهره الله تعالى في كتابه من تفضيله إياه على سائر أنبيائه فإن الله عز وجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين ، كما قال في كتابه ، وبحسب جلالة منزلة نبينا صلى الله عليه وآله عند ربه ، كذلك عظم محنته لعدوه الذي عاد منه في شقاقه ونفاقه كل أذى ومشقة لدفع نبوته ، وتكذيبه إياه ، وسعيه في مكارهه ، وقصده لنقض كل ما أبرمه ، واجتهاده ومن مالأه على كفره ، وعناده ، ونفاقه ، وإلحاده في إبطال دعواه ، وتغيير ملته ، ومخالفته سنته ، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم من موالاة وصيه ، وإيحاشهم منه ، وصدهم عنه ، وإغرائهم بعداوته ،
النور : 55 .
382
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 382