نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 374
إثما عظيما ، إذا كان قد بين في كتابه الفرق بين المحق والمبطل ، والطاهر والنجس والمؤمن والكافر ، وأنه لا يتلوا النبي عند فقده إلا من حل محله صدقا ، وعدلا ، وطهارة ، وفضلا . وأما الأمانة التي ذكرتها فهي : الأمانة التي لا تجب ولا تجوز أن تكون إلا في الأنبياء وأوصيائهم ، لأن الله تبارك وتعالى ائتمنهم على خلقه ، وجعلهم حججا في أرضه والسامري ومن أجمع معه وأعانه من الكفار على عبادة العجل عند غيبة موسى ما تم انتحال محل موسى من الطغام ، والاحتمال لتلك الأمانة التي لا ينبغي إلا لطاهر من الرجس ، فاحتمل وزرها ووزر من سلك سبيله من الظالمين وأعوانهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله : ومن استن سنة حق كان له : أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ولهذا القول من النبي صلى الله عليه وآله شاهد من كتاب الله ، وهو : قول الله عز وجل في قصة قابيل قاتل أخيه : " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا " والإحياء في هذا الموضع تأويل في الباطن ليس كظاهره ، وهو من هداها ، لأن الهداية هي : حياة الأبد ، ومن سماه الله حيا لم يمت أبدا ، إنما ينقله من دار محنة إلى دار راحة ومنحة . وأما ما كان من الخطاب بالانفراد مرة ، وبالجمع مرة ، من صفة الباري جل ذكره ، فإن الله تبارك وتعالى اسمه ، على ما وصف به نفسه بالانفراد والوحدانية ، هو : النور الأزلي القديم الذي ليس كمثله شئ ، لا يتغير ، ويحكم ما يشاء ويختار ، ولا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ، ولا ما خلق زاد في ملكه وعزه ولا نقص منه ما لم يخلقه ، وإنما أراد بالخلق إظهار قدرته ، وإبداء سلطانه ، وتبيين براهين حكمته ، فخلق ما شاء كما شاء ، وأجري فعل بعض الأشياء على أيدي من اصطفى من أمنائه ، وكان فعلهم فعله ، وأمرهم أمره ، كما قال : " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " وجعل السماء والأرض وعاء لمن يشاء من خلقه ، ليميز الخبيث من الطيب ، مع سابق علمه بالفريقين من أهلها ، وليجعل ذلك مثالا
374
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 374