نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 369
ولا يستكبرون عن أمر ربهم ، فما أجابه منهم إلا الحواريون ، وقد جعل الله للعلم أهلا ، وفرض على العباد طاعتهم بقوله : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، وبقوله : ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ، وبقوله : اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، وبقوله : وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، وأتوا البيوت من أبوابها ، والبيوت هي : بيوت العلم الذي استودعته الأنبياء ، وأبوابها أوصيائهم ، فكل من عمل من أعمال الخير فجرى على غير أيدي أهل الاصطفاء ، وعهودهم ، وشرائعهم ، وسننهم ، ومعالم دينهم ، مردود وغير مقبول ، وأهله بمحل كفر ، وإن شملتهم صفة الإيمان ، ألم تسمع إلى قوله تعالى : وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون ، فمن لم يهتد من أهل الإيمان إلى سبيل النجاة لم يغن عنه إيمانه بالله مع دفع حق أوليائه ، وهبط عمله ، وهو في الآخرة من الخاسرين ، وكذلك قال الله سبحانه : فلم يك ينفعهم أيمانهم لما رأوا بأسنا ، وهذا كثير في كتاب الله عز وجل ، والهداية هي : الولاية كما قال الله عز وجل : ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ، والذين آمنوا في هذا الموضع هم : المؤتمنون على الخلائق من الحجج ، والأوصياء في عصر بعد عصر ، وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا إن المنافقين كانوا يشهدون : أن لا إلا إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويدفعون عهد رسول الله بما عهد به : من دين الله ، وعزائمه ، وبراهين نبوته ، إلى وصيه ويضمرون من الكراهة لذلك ، والنقض لما أبرمه منه عند إمكان الأمر لهم ، فيما قد بينه الله لنبيه بقوله : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " وبقوله : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " ومثل قوله : " لتركبن طبقا عن طبق " أي : لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم : في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء ، وهذا كثير في كتاب الله عز وجل ، وقد شق على النبي ما يؤول إليه
369
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 369