نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 364
الحساب وكثرته ، والناس يومئذ على طبقات ومنازل ، فمنهم : من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا ، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا ، وإنما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا ، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير ، ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة ، فأولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ، ولا يعبؤ بهم بأمره ونهيه يوم القيامة وهم في جهنم خالدون ، وتلفح وجوههم النار ، وهم فيها كالحون . ومن سؤال هذا الزنديق أن قال أجد الله يقول : " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم [1] " . ومن موضع آخر يقول : " والله يتوفى الأنفس حين موتها " [2] " والذين تتوفاهم الملائكة طيبين " [3] " وما أشبه ذلك فمرة يجعل الفعل لنفسه ، ومرة لملك الموت ، ومرة للملائكة . وأجده يقول : " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه " [4] ويقول ، " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " [5] أعلم في الآية الأولى : أن الأعمال الصالحة لا تكفر ، وأعلم في الثانية ، أن الإيمان والأعمال الصالحات لا تنفع إلا بعد الاهتداء . واجده يقول : " واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا " [6] فكيف يسأل الحي من الأموات قبل البعث والنشور . واجده يقول : " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " [7] فما هذه الأمانة ومن هذا الإنسان ؟ وليس من صفته العزيز العليم التلبيس على عباده . واجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله : " وعصى آدم ربه فغوى " [8]