نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 353
إن وصي محمد رسول الله يأمر أجزائك : أن تتفرق وتتباعد . فذهب فقال لها : ذلك ، فتفاصلت ، وتهافتت ، وتنثرت ، وتصاغرت أجزائها حتى لم ير لها عين ولا أثر ، حتى كأن لم تكن هناك نخلة قط . فارتعدت فرائص اليوناني وقال : يا وصي محمد رسول الله قد أعطيتني اقتراحي الأول ، فاعطني الآخر ، فأمرها أن تجتمع وتعود كما كانت ، فقال : أنت رسولي إليها فعد فقل لها : يا أجزاء النخلة إن وصي محمد رسول الله يأمرك أن تجتمعي كما كنت وأن تعودي . فنادى اليوناني فقال ذلك ، فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المنثور ، ثم جعلت تجتمع جزو جزو منها ، حتى تصور لها القضبان ، والأوراق ، وأصول السعف وشماريخ الأعذاق ، ثم تألفت ، وتجمعت ، وتركبت ، واستطالت ، وعرضت ، واستقر أصلها في مقرها ، وتمكن عليها ساقها ، وتركب على الساق قضبانها ، وعلى القضبان أوراقها ، وفي أمكنتها أعذاقها ، وكانت في الابتداء شماريخها متجردة لبعدها من أوان الرطب ، والبسر ، والخلال . فقال اليوناني : وأخرى أحب أن تخرج شماريخها أخلالها ، وتقلبها من خضرة إلى صفرة وحمرة ، وترطيب وبلوغ ، لتأكل وتطعمني ومن حضرك منها . فقال علي عليه السلام أنت رسولي إليها بذلك ، فمرها به . فقال لها اليوناني : ما أمره أمير المؤمنين عليه السلام فأخلت ، وأبسرت ، واصفرت واحمرت ، وترطبت ، وثقلت أعذاقها برطبها . فقال اليوناني : وآخرها أحبها أن تقرب من بين يديي أعذاقها ، أو تطول يدي لتنالها ، وأحب شئ إلي : أن تنزل إلي إحديهما ، وتطول يدي إلى الأخرى التي هي أختها . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : مد اليد التي تريد أن تنالها وقل : يا مقرب البعيد قرب يدي منها ، واقبض الأخرى التي تريد أن ينزل العذق إليها وقل : يا مسهل العسير سهل لي تناول ما يبعد عني منها ففعل ذلك فقاله ، فطالت يمناه فوصلت إلى
353
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 353