نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 351
فتناوله علي عليه السلام فقمحه [1] وعرق عرقا خفيفا ، وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه : الآن أؤخذ بابن أبي طالب ، ويقال : قتلته ولا يقبل مني قولي إنه هو الجاني على نفسه . فتبسم علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : يا عبد الله أصح ما كنت بدنا الآن لم يضرني ما زعمت أنه سم . ثم قال : فغمض عينيك ، فغمض ، ثم قال : افتح عينيك ففتح ، ونظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإذا هو أبيض أحمر مشرب حمرة ، فارتعد الرجل لما رآه . وتبسم علي عليه السلام وقال : أين الصفار الذي زعمت أنه بي . فقال : والله لكأنك لست من رأيت ، قبل كنت مضارا ، فإنك الآن مورد . فقال علي عليه السلام : فزال عني الصفار الذي تزعم أنه قاتلي . وأما ساقاي هاتان ومد رجليه وكشف عن ساقيه ، فإنك زعمت أني أحتاج إلى أن أرفق ببدني في حمل ما أحمل عليه ، لئلا ينقصف الساقان ، ( 2 ) وأنا أريك أن طب الله عز وجل على خلاف طبك ، وضرب بيده إلى أسطوانة خشب عظيمة ، على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه ، وفوقه حجرتان ، أحدهما فوق الأخرى وحركها فاحتملها ، فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان ، فغشي على اليوناني . فقال علي عليه السلام : صبوا عليه ماء فصبوا عليه ماء فأفاق وهو يقول : والله ما رأيت كاليوم عجبا . فقال له علي عليه السلام : هذه قوة الساقين الدقيقين واحتمالهما أفي طبك هذا يا يوناني ؟ فقال اليوناني أمثلك كان محمدا ؟ فقال علي عليه السلام : وهل علمي إلا من علمه ، وعقلي إلا من عقله ، وقوتي إلا من قوته ، ولقد أتاه ثقفي وكان أطب العرب ، فقال له :