نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 328
فلما أن سار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه ، فقال : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه - فأجاب صلى الله عليه وآله مجيبا عنه وعن أمته - والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " [1] فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة على أن فعلوا ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أما إذا فعلت ذلك بنا ، فغفرانك ربنا وإليك المصير ، يعني المرجع في الآخرة ، قال : فأجابه الله عز وجل قد فعلت ذلك بك وبأمتك ، ثم قال عز وجل : أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها أمتك حق علي أن أرفعها عن أمتك وقال : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت - من خير - وعليها ما اكتسبت " ( 2 ) من شر فقال النبي صلى الله عليه وآله - لما سمع ذلك - : أما إذا فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني قال : سل ، قال : " ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا " ( 3 ) قال الله عز وجل لست أؤاخذ أمتك بالنسيان والخطأ لكرامتك علي ، وكانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب ، وقد دفعت ذلك عن أمتك وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا أخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه ، وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك علي ، فقال صلى الله عليه وآله : " اللهم إذا أعطيتني ذلك فزدني " قال الله تبارك وتعالى له : سل ، قال : " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " ( 4 ) يعني بالأصر : الشدائد التي كانت على من كان من قبلنا ، فأجابه الله عز وجل إلى ذلك ، وقال تبارك اسمه : قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع معلومة من الأرض اخترتها لهم وإن بعدت ، وقد جعلت الأرض كلها لأمتك مسجدا وطهورا ، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك ، وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم ، وقد جعلت الماء لأمتك طهورا ، فهذا من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك ، وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس ، فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ، ومن لم