responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 283


من الرحى [1] ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلى الطير ، فسدلت ودونها ثوبا [2] وطويت عنها كشحا [3] وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء [4] ، يشيب فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه [5] ، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى [6] ، فصبرت وفي العين قذى ،



[1] قطب الرحا مسمارها الذي عليه تدور فكما أن الرحى لا تدور إلا على القطب وبغيره لا يستقيم لها دوران ، فكذلك الخلافة محله منها محل القطب من الرحى : لا تستقيم حركتها ولا تأخذ استقامتها بغيره وهو وحده القادر على تدبير شؤونها وإدارتها حسب المصلحة العامة ووفق الخطة الإلهية الحكيمة .
[2] سدلت : أرخيت . كناية عن إعراضه عنها ، واحتجابه عن طلبها .
[3] الكشح : ما بين الخاصرة والجنب . أنزل الخلافة منزلة المأكول الذي منع نفسه عنه ، فلم يشتمل عليه كشحه .
[4] طفقت : جعلت ، وأخذت ، وشرعت ، وأرتأي أفكر طلبا للرأي الصائب وصال : حمل نفسه على الأمر بقوة . والطخية : قطعة من الغيم . أي : جعلت أدير الفكر وأجيله في أمر الخلافة ، وأردده في طرفي نقيض إما أن أشهر السيف وأصول على الغاصبين للخلافة ، والمعتدين على حقي ، أو أترك وأصبر ، وفي كلا الحالين خطر فإما القيام والثورة فبيد مقطوعة من غير ناصر ولا معين ، وإما الثاني فلما يؤول إليه الحال : من اختلاط الأمور ، وعدم انتظام الحياة ، والتمييز بين الحق والباطل ، فكما أن الظلمة والعمى لا يهتدي معهما للتمييز بين الأشياء ، فكذلك اضطراب الهيئة الاجتماعية ، وتشابك المشاكل وازدحامها لا يهتدي معه لوجه الحق .
[5] الهرم : شدة كبر السن . والكدح : سعي المجهود وتلك الشدة ، وذلك الاضطراب ، وهاتيك الأحوال المظلمة وطول مدتها أدت إلى أن : يهرم فيها الكبير ، ويشيب الصغير ، ويتعب المؤمن في تمييز الحقائق وتمحيصها وما يبذله من جهد في سبيل الدفاع عن الحق حتى يلقى ربه .
[6] هاتا : هذه وأحجى أقرب للحجى وهو العقل . فرأيت الصبر على هذه الحال وترك المقاومة أقرب للعقل ، وألصق بنظام الإسلام وأحفظ لبيضته سيما وهو بعد غض لم ترسخ له قدم في نفوس أتباعه ، والثورة في هذه الحال ربما تؤدي إلى خلاف الغرض ، وتعكس النتيجة ، وتكون سببا للردة ، والرجوع عن الدين ، فترك المقاومة أحجى وأضمن لسلامة الإسلام ، وتحمل الشر الحادث من جراء ذلك أهون .

283

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست