نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 278
ولم يكن ذلك شكا وقد علم الله أن نبيه على الحق ، قالوا : وهذه لك . قال : وأما قولكم : " إني جعلت الحكم إلى غيري وقد كنت عندكم أحكم الناس " فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله قد جعل الحكم إلى سعد يوم بني قريظة وقد كان من أحكم الناس وقد قال الله تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة [1] " فتأسيت برسول الله صل الله عليه وآله ، قالوا : وهذه لك بحجتنا . قال : وأما قولكم : " إني حكمت في دين الله الرجال " فما حكمت الرجال وإنما حكمت كلام ربي ، الذي جعله الله حكما بين أهله ، وقد حكم الله الرجال في طائر فقال : " ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم [2] " فدماء المسلمين أعظم من دم طائر قالوا : وهذه لك بحجتنا . قال : وأما قولكم : " إني قسمت يوم البصرة لما ظفرني الله بأصحاب الجمل الكراع والسلاح ومنعتكم النساء والذرية " فإني مننت على أهل البصرة كما من رسول الله على أهل مكة ، فإن عدوا علينا أخذناهم بذنوبهم ، ولم نأخذ صغيرا بكبير فأيكم كان يأخذ عائشة في سهمه ؟ قالوا : وهذه لك بحجتنا . قال : وأما قولكم : " إني كنت وصيا فضيعت الوصية فأنتم كفرتم وقدمتم علي ، وأزلتم الأمر عني ، وليس على الأوصياء الدعاء إلى أنفسهم ، إنما يبعث الله الأنبياء عليهم السلام فيدعون إلى أنفسهم ، وأما الوصي فمدلول عليه مستغن عن الدعاء إلى نفسه ، وذلك لمن آمن بالله ورسوله ، ولقد قال الله جل ذكره : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا [3] " فلو ترك الناس الحج لم يكن البيت ليكفر بتركهم إياه ، ولكن كانوا يكفرون بتركهم ، لأن الله تعالى قد نصبه لهم علما وكذلك نصبني علما حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت مني بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي " فقالوا : وهذه لك بحجتنا .