نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 250
عمي ، وأخي ، وصاحبي ، ومبرئ ذمتي ، والمؤدي عني ديني ، وعداتي ، والمبلغ عني رسالاتي ، ومعلم الناس من بعدي ، ومبينهم من تأويل القرآن ما لا يعلمون " فقال الرجل : اكتفي منك بهذا يا أمير المؤمنين ما بقيت . فكان ذلك الرجل أشد أصحاب علي عليه السلام فيما بعد على من خالفه . عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما فرغ علي عليه السلام من قتال أهل البصرة وضع قتبا على قتب [1] ثم صعد عليه فخطب ، فحمد الله وأثنى عليه فقال : يا أهل البصرة ، يا أهل المؤتفكة [2] يا أهل الداء العضال [3] ، أتباع البهيمة [4] ، يا جند المرأة [5] رغا فأجبتم [6] وعقر فهربتم ، ماءكم زعاق [7] ودينكم نفاق ، وأخلاقكم دقاق . ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته فمشينا معه فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال : يا حسن أسبغ الوضوء . فقال : يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، يصلون الخمس ، ويسبغون الوضوء . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا . فقال : والله لأصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علي سلاحي وأنا لا أشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر ، فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة ناداني مناد : " يا حسن إلى أين أرجع فإن القاتل والمقتول في النار " فرجعت ذعرا
[1] القتب - بالتحريك - رحل البعير . [2] المؤتفكة : المنقلبة قال تعالى - في قرى قوم لوط التي انقلبت بأهلها - : والمؤتفكة أهوى ، وفي الحديث البصرة إحدى المؤتفكات . [3] الداء العضال - بعين مضمومة - : المرض الصعب الشديد الذي يعجز عنه الطبيب . [4] يريد : الجمل الذي ركبته عائشة . [5] يريد : عائشة . [6] رغا فأجبتم أي الجمل رغا والرغاء - كغراب - : صوت ذوات الخف وقد رغا البعير يرغو رغاءا إذا ضج ورغت الناقة صوتت فهي راغية . [7] الزعاق - كغراب - : الماء المر الغليظ الذي لا يطاق شربه .
250
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 250