نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 238
اختلف أعناق دابتيهما ، فقال : يا زبير أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إنك ستقاتل عليا وأنت له ظالم ؟ قال : نعم . قال : فلم جئت ؟ قال : جئت لأصلح بين الناس فأدبر الزبير وهو يقول : ترك الأمور التي تخشى عواقبها * لله أجمل في الدنيا وفي الدين أتى علي بأمر كنت أعرفه * قد كان عمر أبيك الخير مذحين فقلت حسبك من عذل أبا حسن * بعض الذي قلت هذا اليوم يكفيني فاخترت عارا على نار مؤججة * أنى يقوم لها خلق من الطين نبئت طلحة وسط النقع منجدلا * مأوى الضيوف ومأوى كل مسكين قد كنت أنصر أحيانا وينصرني * في النائبات ويرمي من يراميني حتى ابتلينا بأمر ضاق مصدره * فأصبح اليوم ما يعنيه يعنيني قال : وأقبل الزبير على عائشة ، فقال : يا أمه ما لي في هذا بصيرة ، وإني منصرف . فقالت عائشة : يا أبا عبد الله أفررت من سيوف ابن أبي طالب ؟ فقال ، إنها والله طوال حداد ، تحملها فتية أنجاد [1] ، ثم خرج راجعا فمر بوادي السباع وفيه الأحنف بن قيس قد اعتزل من بني تميم ، أخبر الأحنف بانصرافه فقال : ما أصنع به إن كان الزبير ألقى بين غارتين من المسلمين وقتل أحدهما بالآخر ثم هو يريد اللحاق بأهله . فسمعه ابن جرموز فخرج هو ورجلان معه - وقد كان لحق بالزبير رجل من كليب ومعه غلامه - فلما أشرف ابن جرموز وصاحباه على الزبير ، فحرك الرجلان رواحلهما ، وخلفا الزبير وحده ، فقال لهما الزبير : ما لكما هم ثلاثة ونحن ثلاثة ، فلما أقبل ابن جرموز قال له الزبير : إليك عني فقال ابن جرموز : يا أبا عبد الله إني جئتك لأسألك عن أمور الناس . قال : تركت الناس يضرب بعضهم وجوه بعضهم بالسيف . قال ابن جرموز : أخبرني عن أشياء أسألك عنها . قال : هات قال : أخبرني عن خذلك عثمان ، وعن بيعتك عليا وعن نقضك بيعته ، وعن إخراجك عائشة ، وعن صلاتك خلف ابنك ، وعن هذا