responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 149


أنفسا ، واطمأنوا للفتنة جاشا ، وأبشروا بسيف صارم ، وسطوة معتد غاشم ، وبهرج شامل ، واستبداد من الظالمين : يدع فيئكم زهيدا ، وجمعكم حصيدا ، فيا حسرة لكم ! وأنى بكم وقد عميت عليكم ! أنلزمكموها وأنتم لها كارهون .
قال سويد بن غفلة فأعادت النساء : قولها عليها السلام على رجالهن فجاء إليها : قوم من المهاجرين والأنصار متعذرين ، وقالوا : يا سيدة النساء ، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا لأمر قبل أن يبرم العهد ، ويحكم العقد ، لما عدلنا عنه إلى غيره ، فقالت عليها السلام : إليكم عني فلا عذر بعد تعذير كم ، ولا أمر بعد تقصيركم احتجاج سلمان الفارسي رضي الله عنه [1] في خطبة خطبها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله على القوم لما تركوا أمير المؤمنين ( ع ) واختاروا غيره ونبذوا العهد المأخوذ عليهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون .
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : خطب الناس سلمان الفارسي


< فهرس الموضوعات > ترجمة ( سلمان ) الفارسي رضوان الله عليه < / فهرس الموضوعات >
[1] أبو عبد الله سلمان الفارسي أو المحمدي ويلقب أيضا بسلمان الخير أصله من رامهرمز وقيل من أصفهان من بلدة يقال لها : جى . كان من أوصياء عيسى عليه السلام ، وهذا هو السبب الذي جعل أمير المؤمنين عليه السلام يحضر عنده بالمدائن حين حضرته الوفاة ، ويتولى تغسيله بيده الشريفة ، إذ أن الوصي لا يغسله إلا وصي مثله . هرب سلمان عليه السلام من فارس لأن أهلها كانوا يعبدون النار وصادف ذلك سفر قافلة إلى الشام فذهب معها ، ونزل بحمص وكان يجتمع بالقسس والرهبان ويجادلهم في الدين برهة من الزمن . ثم صحب جماعة من التجار وسار معهم قاصدا مكة المكرمة ليحظى بالتشرف بحضرة النبي الأمي وصحبته ، وكان سلمان عليه السلام يعلم أنه سيبعث من هناك لأنه كما مر كان من أوصياء عيسى " ع " . واعتدى عليه هؤلاء الذين سار بصحبتهم وأساءوا الصحبة فانتهبوا ما كان عنده وأسروه ثم باعوه من يهودي في المدينة على أنه رق . وبقي عند ذلك اليهودي إلى أن هاجر النبي " ص " إلى المدينة وكان سلمان " ع " كاتب ذلك اليهودي على أن يدفع له مبلغا من المال ليحرره من الرق ، فأعانه رسول الله " ص " على ذلك فتحرر . ولما زحف الجيش بقيادة أبي سفيان - لقتل النبي " ص " وأصحابه وهدم المدينة على أهلها ، في غزوة الأحزاب - أشار سلمان بحفر الخندق ، فقال أبو سفيان لما رآه هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها . وكان إذا قيل له ابن من أنت ؟ يقول أنا سلمان بن الإسلام ، أنا من بني آدم . وقد روى عن رسول الله " ص " من وجوه أنه قال : لو كان الدين في الثريا لناله سلمان ، وفي رواية أخرى لناله رجل من فارس وروى عنه " ص " أنه قال : " إن الله يحب من أصحابي أربعة - فذكره منهم " وقال " ص " : " ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين : على ، وسلمان ، وعمار " وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله " ص " : " أنا سابق ولد آدم ، وسلمان سابق أهل فارس " . وعنه أيضا : سمعت رسول الله " ص " يقول : " إن الجنة تشتاق إلى أربعة : على وسلمان ، وعمار ، والمقداد " . ودخل ذات يوم مجلس رسول الله " ص " فوجد وجهاء قريش فتخطاهم وجلس في صدر المجلس ، فغلى الدم في عروقهم ، وقال له بعضهم : " من أنت حتى تتخطانا ؟ " وقال له آخر : " ما حسبك ونسبك ؟ ! " . قال سلمان أنا ابن الإسلام ، كنت عبدا فأعتقني الله بمحمد " ص " ووضيعا فرفعني بمحمد " ص " وفقيرا فأغناني بمحمد " ص " فهذا حسبي ونسبي . فقال رسول الله " ص " : صدق سلمان ، صدق سلمان ، من أراد أن ينظر إلى رجل نور الله قلبه بالإيمان ، فلينظر إلى سلمان . وتنافس المهاجرون والأنصار كل يقول : " سلمان منا " فقال رسول الله " ص " " بل سلمان منا أهل البيت " . وروى عن أبي الأسود الدؤلي قال : كنا عند على ذات يوم فقالوا : يا أمير المؤمنين " ع " حدثنا عن سلمان " . قال " ع " : من لكم بمثل لقمان الحكيم ، ذلك امرؤ منا أهل البيت أدرك العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، بحر لا ينزف . ولي المدائن في عهد عمر بن الخطاب ، وكان يسف الخوص وهو أمير عليها ويبيعه ويأكل منه ، ويقول : لا أحب أن آكل إلا من عمل يدي . وتوفي في المدائن سنة 36 ، وقيل 37 ، وقيل بل 33 . ولما حضرته الوفاة بكى فقيل ما يبكيك ؟ قال : عهد عهده إلينا رسول الله " ص " قال : " ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب " فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا إلا اكافا ؟ ؟ ؟ ووطاء ومتاعا ، قوم نحوا من عشرين درهما . راجع صفة الصفوة ج 1 ص 210 تهذيب التهذيب ج 4 ص 137 أسد الغابة ج 2 ص 328 تنقيح المقال ج 2 ص 45 وكتاب نفس الرحمان في أخبار سلمان والمجلد الرابع من ابن أبي الحديد وكتاب مع علماء النجف الأشرف .

149

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست