نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 148
لحتفه ، وشدة وطأته ، ونكال [1] وقعته ، وتنمره في ذات الله [2] وتالله لو مالوا عن المحجة اللايحة ، وزالوا عن قبول الحجة الواضحة ، لردهم إليها ، وحملهم عليها ولسار بهم سيرا سجحا [3] لا يكلم حشاشه [4] ولا يكل سائره [5] ولا يمل راكبه ، ولأوردهم منهلا نميرا ، صافيا ، رويا ، تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه ولأصدرهم بطانا ، ونصح لهم سرا وإعلانا ، ولم يكن يتحلى من الدنيا بطائل ، ولا يحظى منها بنائل ، غير ري الناهل ، وشبعة الكافل ، ولبان لهم : الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب ، ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ، والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ! ألا هلم فاسمع ؟ ! وما عشت أراك الدهر عجبا ! وإن تعجب فعجب قولهم ! . . ليت شعري إلى أي أسناد استندوا ؟ ! وإلى أي عماد اعتمدوا ؟ ! وبأية عروة تمسكوا ؟ ! وعلى أية ذرية أقدموا واحتنكوا [6] لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلا ، استبدلوا والله الذنابى بالقوادم [7] والعجز بالكاهل [8] فرغما لمعاطس [9] قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون . ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ؟ ! أما لعمري لقد لقحت ، فنظرة ريثما تنتج ، ثم احتلبوا ملاء القعب دما عبيطا [10] وزعافا مبيدا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف البطالون غب [11] ما أسس الأولون ، ثم طيبوا عن دنياكم