نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 132
لاثت خمارها [1] على رأسها ، واشتملت بجلبابها [2] ، وأقبلت في لمة [3] من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها [4] ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله [5] حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم [6] فنيطت دونها ملاءة [7] فجلست ثم أنت أنة أجهش [8] القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس ، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله ، فعاد القوم في بكائهم ، فلما أمسكوا عادت في كلامها ، فقالت عليها السلام : الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتدأها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن أولاها ، جم عن الاحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالندب إلى أمثالها ، وأشهد أن لا إله إلا الله
[1] اللوث : الطي والجمع ، ولاث العمامة شدها وربطها ، ولانت خمارها لفته والخمار بالكسر : المقنعة ، سميت بذلك لأن الرأس يخمر بها أي يغطى . [2] الاشتمال بالشئ جعله شاملا ومحيطا لنفسه - والجلباب : الرداء والإزار [3] في لمة : أي جماعة وفي بعض النسخ في لميمة بصيغة التصغير أي في جماعة قليلة والحفدة بالتحريك : الأعوان والخدم . [4] أي أن أثوابها كانت طويلة تستر قدميها فكانت تطأها عند المشي وفي بعض النسخ تجر أدراعها والمعنى واحد . [5] الخرم بضم الخاء وسكون الراء الترك ، والنقص ، والعدول . [6] الحشد : الجماعة . [7] نيطت : علقت وناط الشئ علقه : والملاءة الإزار . [8] أجهش القوم : تهيئوا .
132
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 132