نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 130
لقاء أحدنا للموت ، أنسيت له يوم أحد ؟ وقد فررنا بأجمعنا ، وصعدنا الجبل ، وقد أحاطت به ملوك القوم ، وصناديدهم موقنين بقتله ، لا يجد محيصا للخروج من أوساطهم ، فلما أن سدد عليه القوم رماحهم نكس نفسه عن دابته حتى جاوزه طعان القوم ، ثم قام قائما في ركابيه وقد طرق عن سرجه وهو يقول : " يا الله يا الله يا جبرئيل يا جبرئيل يا محمد يا محمد النجاة النجاة " ثم عمد إلى رئيس القوم فضربه ضربة على أم رأسه فبقي على فك واحد ولسان ، ثم عمد إلى صاحب الراية العظمى فضربه ضربة على جمجمته ففلقها ، ومر السيف يهوي في جسده فبراه ودابته بنصفين : ولما أن نظر القوم إلى ذلك انجفلوا من بين يديه ، فجعل يمسحهم بسيفه مسحا حتى تركهم جراثيم جمودا على تلعة من الأرض ، يتمرغون في حسرات المنايا ، يتجرعون كؤوس الموت ، قد اختطف أرواحهم بسيفه ، ونحن نتوقع منه أكثر من ذلك ، ولم نكن نضبط من أنفسنا من مخافته حتى ابتدئت منك إليه التفاتة ، وكان منه إليك ما تعلم ، ولولا أنه نزلت آية من كتاب الله لكنا من الهالكين ، وهو قوله تعالى " : ولقد عفا عنكم [1] " فاترك هذا الرجل ما تركك ، ولا يغرنك قول خالد أنه يقتله ؟ فإنه لا يجسر على ذلك ، ولو رام لكان أول مقتول بيده ، فإنه من ولد عبد مناف ، إذا هاجوا هيبوا ، وإذا غضبوا أدموا ، ولا سيما علي بن أبي طالب عليه السلام نابها الأكبر ، وسنامها الأطول ، وهامتها الأعظم ، والسلام على من اتبع الهدى .