نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 129
مال الفيئ ، وتصرف في ثمن الكراع والسلاح ، وأبواب الجهاد ، ومصالح الثغور فأمضينا رأيكم ، ولم يمضه من يدعيه ، وهو ذا يبرق وعيدا ، ويرعد تهديدا ، إيلاء بحق محمد صلى الله عليه وآله أن يمضحها [1] دما ذعافا ، والله لقد استقلت منها فلم أقل واستعزلتها عن نفسي فلم أعزل ، كل ذلك كراهية مني لابن أبي طالب ، وهربا من نزاعه ، ما لي ولابن أبي طالب أهل نازعه أحد ففلج [2] عليه ؟ فقال : له عمر أبيت أن تقول إلا هكذا ؟ فأنت ابن من لم يكن مقداما في الحروب ولا سخيا في الجدوب سبحان الله ما أهلع [3] فؤادك ، وأصغر نفسك ، قد صفيت لك سجالا [4] لتشربها فأبيت إلا أن تظمأ كظمائك ، وأنخت لك رقاب العرب ، وثبت لك الإشارة والتدبير ولولا ذلك لكان ابن أبي طالب قد صير عظامك رميما ، فأحمد الله على ما قد وهب لك مني ، واشكره على ذلك ، فإنه من رقى منبر رسول الله صلى الله عليه وآله كان حقيقا عليه أن يحدث لله شكرا ، وهذا علي بن أبي طالب الصخرة الصماء التي لا ينفجر ماءها إلا بعد كسرها ، والحية الرقشاء التي لا تجيب إلا بالرقى ، والشجرة المرة التي لو طليت بالعسل لم تنبت إلا مرا ، قتل سادات قريش فأبادهم ، وألزم آخرهم العار ففضحهم ، فطب عن نفسك نفسا ، ولا تغرنك صواعقه ، ولا يهولنك رواعده وبوارقه ، فإني أسد بابه قبل أن يسد بابك ، فقال له أبو بكر : ناشدتك الله يا عمر لما أن تركتني من أغاليطك وتربيدك ، فوالله لو هم ابن أبي طالب بقتلي وقتلك لقتلنا بشماله دون يمينه ، وما ينجينا منه إلا إحدى ثلاث خصال : إحداها : إنه وحيد ولا ناصر له ، والثانية إنه ينتهج فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ، والثالثة : إنه ما من هذه القبائل أحد إلا وهو يتخضمه [5] كتخضم الثنية الإبل أوان الربيع ، فتعلم لولا ذلك لرجع الأمر إليه وإن كنا له كارهين ، أما إن هذه الدنيا أهون إليه من
[1] وفي نسخة يمضخها . [2] فلج عليه : فاز . [3] الهلع : الجبن عند اللقاء . [4] السجال جمع سجل وهو : دلو عظيم فيه ماء . [5] في بعض النسخ " يتهضمه كتهضم " .
129
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 129