أسقط من الحديث مقدمته ومؤخرته وأبقى هذا الوسط منه ، قال علي لعمر : أما علمت أن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق ، وعن الصبي حتى يدرك ، وعن النائم حتى يستيقظ . وقد رويت هذه القصة بكاملها في مختلف كتب الحديث والتراجم [1] . وقال ابن عبد البر بعد أن أخرج هذه الحكاية : إن عمر قال : لولا علي لهلك عمر [2] . 7 - القراءة في صلاة العيد : عن عبيد الله بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي : ما كان يقرأ به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الأضحى والفطر ؟ فقال : كان يقرأ فيهما ( ق والقرآن المجيد ) ، و ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) [3] . أخرجه كل من مسلم في صحيحه ، ومالك في الموطأ ، والترمذي وأبو داود في سننهما ، وأما ابن ماجة أخرجه في سننه بنحو آخر : عن عبيد الله قال : خرج عمر ( رضي الله عنه ) يوم عيد ، فأرسل إلى أبي واقد الليثي : بأي شئ كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقرأ في مثل هذا اليوم ؟ فقال : بقاف واقتربت [4] . قال العلامة الأميني ( قدس سره ) تعقيبا على هذه الرواية : فهلم معي نسائل الخليفة عن أنه لماذا عزب عنه العلم بما كان يقرأه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في صلاة العيدين ؟ أو كان ناسيا له فأراد أن يستثبت كما اعتذر به السيوطي في تنوير الحالك ج 1 ص 147 ؟ أو أنه ألهاه عنه الصفق في الأسواق ؟ كما اعتذر به هو في غير هذا المورد . . . ويبعد النسيان إن حكما مطردا كهذا يكرر في كل عام مرتين على رؤوس الأشهاد ومزدحم الجماهير لا ينسى عادة [5] .
[1] سنن أبي داود 4 : 140 كتاب الحدود باب في المجنون يسرق أو يصيب حدا ح 4399 . [2] الإستيعاب 3 : 1103 ترجمة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855 . [3] صحيح مسلم 2 : 607 كتاب صلاة العيدين باب ( 3 ) باب ما يقرأ به في صلاة العيدين ح 14 . [4] سنن ابن ماجة 1 : 408 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب ( 157 ) باب ما جاء في القراءة في صلاة العيدين ح 1282 . [5] الغدير 6 : 320 .