الوحي بنفس الألفاظ التي قالها عمر [1] . وحسب ما تتضمنه روايات أهل السنة أن الله عز وجل أنزل آيات عديدة مؤيدة لرأي الخليفة عمر ، أو مطابقة للمعنى الذي قصده عمر ، أو أنزلها بنفس الألفاظ التي تفوه بها عمر . وقد وردت هذه ( الموافقات العمرية ) في موارد عديدة من كتب الحديث والتاريخ والتفسير [2] وما ذكرناه في بحثنا هو نماذج فقط ، وإلا فالموافقات العمرية المروية في كتب الجمهور هي أكثر بكثير مما أوردناه لك هنا . قال ابن حجر العسقلاني : وهذا دال على كثرة موافقته وأكثر ما وقفنا منها بالتعيين على خمسة عشر موافقة ولكن ذلك بحسب المنقول [3] . وقد جمع ابن حجر المكي سبعة عشر موردا من موافقات عمر [4] . وقال السيوطي : وقد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين [5] . وقال العسقلاني أيضا : وصحح الترمذي من حديث ابن عمر أنه قال : ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه ، وقال فيه عمر ، إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر ، وهذا دال على كثرة موافقته . وذكر قبله بأسطر والمعنى وافقني ربي فأنزل القرآن على وفق ما رأيت لكن لرعاية الأدب
[1] أخرج السيوطي في الدر المنثور 3 : 264 عن الإمام أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم والنحاس وغيرهم . [2] نحو مسند أحمد بن حنبل 1 : 24 و 36 و 53 و 456 ، و ج 2 : 148 ، و ج 6 : 223 و 271 ، مسند الطيالسي : 9 ح 41 ، تاريخ الخلفاء : 122 ، تفسير الدر المنثور 3 : 170 ، و ج 5 : 213 و 214 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 423 ، سيرة ابن هشام 4 : 196 . [3] فتح الباري 1 : 401 . [4] الصواعق المحرقة : 99 - 101 . [5] تاريخ الخلفاء : 122 .