responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 304


فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه ، فقال لي : أما شبعت أما شبعت ؟ قالت :
فجعلت أقول : لا ، لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر . قالت : فانفض الناس عنها قالت : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر قالت : فرجعت [1] .
وقد عرفت أيها القارئ أن هذه الرواية المزيفة والمختلقة تشير إلى نقطتين :
الأولى : اختبار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أن كم لعائشة من منزلة واحترام عنده ، وقد صرحت الرواية : كلما كان يقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أما شبعت من مشاهدة الحبشية ورقصهن ؟
تقول : لأمتحنه وأعرف منزلتي عنده .
الثانية : اختلاق فضيلة للخليفة عمر بن الخطاب الذي فر منه الناس وتفرقوا لما رأوه قادما ، حتى أن النبي يشيد بهذه الفضيلة تكريما لعمر يقول : إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر .
3 - اختلاق الفضائل للخلفاء :
العامل الثالث لوضع هذه الافتراءات السخيفة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وخلق هذه الخزعبلات ، هو خلق فضائل للخلفاء وإظهارهم بأنهم الأفضل .
ولتوضيح هذا نقول : لقد مر عليك في الجزء الأول من كتابنا [2] أن معاوية بن أبي سفيان لما تسلط على الحكم ودامت خلافته عشرون عاما ولم يكن هناك منازع له في الحكم ، أسس لجنة وكلفها وضع الأحاديث لصالح الخلفاء ، وأمر ولاته وعماله في أقصى البلاد إلى أقصاها أن يقرؤوها على الناس في خطب صلاة الجمعة وينشروها بينهم .
ولم يدع معاوية في هذا المجال ذريعة إلا استفاد منها ، واستفرغ كل ما كان في وسعه من فكر وقوى في تحقيق هذه الأمنية ، حتى أن مرتزقته وعملاءه لم يهنوا لحظة من مساعدته في ذلك ، فاختلقوا فضائل للخلفاء حتى ولو كانت هذه الفضائل المزيفة تودي إلى الإهانة بالرسول ( صلى الله عليه وآله ) وتحجيم منزلته .



[1] سنن الترمذي 5 : 580 كتاب المناقب باب ( 18 ) باب مناقب عمر بن الخطاب ح 3691 .
[2] راجع ص : 51 .

304

نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست