responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 244


البخاري وذيله تأييد للمعنى المراد من إنه خشي على نفسه من التكهن والشعر والجنون .
معايب القصة :
وإن كان المؤرخون قد نقلوا هذه الأسطورة ولكن أكثر العتب والمؤاخذة ترد على البخاري ومسلم - اللذان أخرجا هذا الحديث في صحيحيهما معتقدين بصحته - .
ويستفاد من هذا الحديث :
أولا : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان شاكا ومترددا في نبوته حتى بعد نزول الوحي والقرآن عليه ، وهبوط جبرئيل إليه ، وكان يخيل إليه أن الجن قد حل فيه .
وهؤلاء المخرجون للحديث أرادوا بذلك تثبيت ما كان عرب الجاهلية يعتقدونه بعد نزول الوحي من أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كاهن أو شاعر ، - مع أنه كان يكره الكهان والشعراء والجنون - وحاول الانتحار بأن يطرح نفسه من جبل شاهق ليريح نفسه ، ولكن خديجة وابن عمها ورقة بن نوفل ساعداه حتى أذهبا عنه ما كان فيه من الخوف والروع ، وذكروه بأن هذه المسألة لا علاقة لها بالأجنة بل هي وحي ونبوة .
فعلى هذا ، كيف يعقل أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يعلم أنه نبي ورسول حتى بعد نزول الوحي عليه ، في حين أن الكهنة والرهبان كانوا على علم برسالته منذ أمد بعيد .
وهل يعقل أن يبعث الله نبيا وليس للرسول خبر عن هذه الرسالة الملقاة على عاتقه ؟ حتى أنه لا يستطيع أن يميز بين الوحي الإلهي والوساوس الشيطانية ؟ بينما نقرأ في القرآن بأن النبي عيسى ( عليه السلام ) أعلن بكل صراحة عن نبوته ، وهو ما زال في المهد : ( آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) [1] . ونقرأ أيضا عن النبي موسى ( عليه السلام ) أنه علم بنبوته في بداية نزول الوحي عليه وأعد نفسه للدعوة الإلهية وقال : ( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري ) [2] .



[1] مريم : 30 .
[2] طه : 25 - 26 .

244

نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست