نام کتاب : أدب الضيافة نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 79
وقد نبهنا " جل شأنه " إلى أن الدنيا زائلة ، ودعانا إلى أن نجعل الآخرة أكبر همنا ، ومبتغانا ، فنعمل في هذه لتلك ، وهو القائل " عز من قائل " : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا . . [1] ، وفي ظل هذه الآية الشريفة قال الإمام علي " عليه السلام " : مفسرا : لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة [2] . فالدنيا هي الحقل ، وفي الآخرة الحصاد ، والدنيا - كما يقول أمير المؤمنين " عليه السلام " : دار ممر إلى دار مقر ، والناس فيها رجلان : رجل باع فيها نفسه فأوبقها ، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها ( 2 ) . ونحن في هذه الدنيا ضيوف ، ويليق بالضيف أن يستثمر الوقت فيما ينتفع به ، فإنها فرصة يستفيد منها ويفيد في لقائه وحديثه واستماعه . . قال الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " : أيها الناس ! إن من في الدنيا ضيف ، وما في
[1] سورة القصص : 77 . [2] معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق : 325 . ( 3 ) نهج البلاغة : الحكمة 133 ، وأوبقها : أهلكها في الآخرة بما باعها من متاع الدنيا ، وأعتقها بما شراها به من ذلك بالزهد فيه ، وإنفاقه في سبيل الله . اختيار مصباح السالكين ، للشيخ ابن ميثم البحراني : 612 .
79
نام کتاب : أدب الضيافة نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 79