نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 404
حياض هذه الجماعة الاسلامية ، ولو كان دفاعه لاعتبار شخص أو لهوى في نفسه لما رد أم المؤمنين إلى المدينة معززة مكرمة . فكان اجتهاد " عائشة " رضي الله عنها ثاني ثلمة حدثت في صرح الاسلام بعد اجتهاد عمر في توجيه الخلافة الاسلامية . وليس الذي نقول بدعا من القول ، أو ضربا من التحامل ، وإنما هو حقائق مقررة أجمع عليها العدول من المجتهدين وثقات المؤرخين . وقد أحدث اجتهادها ضجة في نفوس أهل الحق ابتداء من عصر الصحابة إلى يومنا هذا . وها هي أم سلمة ضرتها ، وأختها في الاسلام والعشرة والصحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله ترسل إليها كتابا حكيما تطلب إليها فيه العدول عن الخروج وتنهاها عن الفرقة : " من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله إلى عائشة أم المؤمنين . فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فقد هتكت سدة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأمته ، وحجابا مضروبا على حرمته ، قد جمع القرآن ذيولك فلا تسحبيها ، وسكر خفارتك فلا تبتذليها ، والله من وراء هذه الأمة . لو علم رسول الله صلى الله عليه وآله أن النساء يحتملن الجهاد عهد إليك ، أما علمت أنه قد نهاك عن الفرطة في الدين ؟ فإن عمود الدين لا يثبت بالنساء إن مال ، ولا يرأب بهن إن انصدع . جهاد النساء غض الأطراف وضم الذيول وقصر الموادة ، ما كنت قائلة لرسول الله صلى الله عليه وآله لو عارضك ببعض هذه الفلوات ناصبة قلوصك قعودا من منهل إلى منهل ؟ وغدا تردين على رسول اله صلى الله عليه وآله . وأقسم لو قيل لي : يا أم سلمة أدخلي الجنة لاستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وآله هاتكة حجابا ضربه علي ، فاجعليه سترك ، وقاعة البيت حصنك فإنك أنصح لهذه الأمة ما قعدت عن نصرتهم ،
404
نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 404