نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 396
فالصحابي لا تتفق صحبته في شئ إذا لم يستمسك بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله من شرائع ومبادئ ومثل عليا . والمعاصرون أمثالنا لا يضرهم في شئ بعد ما بينهم وبين رسول الاسلام من قرون وأزمان سحيقة إذا صح فهمهم لهذه المبادئ وصدقت عزيمتهم في الاستمساك بأهدابها السامية . فكم من قريب وهو بعيد ، وكم من بعيد وهو قريب ! أقول : إنما مثلنا ومثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في الدعوة إلى الحق وفي وجوب تبليغ ما جاء به إلى الأجيال المتلاحقة ، هو سواء . نعم ! وليس للصحبة من منقبة أعظم من شرف المشاهدة لصاحب الشريعة والاخذ عنه . ولكن ينبغي أن نعلم أن هذه الصحبة لها وجهان متميزان ، فهي نعمة عظمي ، وحجة دامغة على صاحبها في آن واحد . وأعني بذلك أنه لو كان لهذه الصحبة موضع شفاعة لصاحبها أو حصانة تنفي عنه التعرض للنقد ، أو تصونه من محنة الامتحان والابتلاء والحكم عليه أو الحكم له ، لما خاطب صلوات الله وسلامه عليه فاطمة الزهراء وهي بضعة من جسده الشريف وسيدة نساء العالمين بلا مدافع بقوله : " يا فاطمة بنت رسول الله سليني بما شئت ، لا غني عنك من الله شيئا . . " [11] . قال ذلك حين نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) . نعم ! إن المبادئ المثالية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله في العدالة والمساواة تضع الناس جميعا في موضع واحد حينما تأخذ في تطبيق الاحكام عليهم . وبالأمس القريب أخرج الأستاذ المحقق السيد مرتضى العسكري إلى العلماء والباحثين كتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة وهو حين يقدم هذا الكتاب
[11] صحيح مسلم 1 / 133 باب وأنذر عشيرتك والأقربين .
396
نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 396