نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 395
أمام هذا الميزان . وقد جاءت النصوص مبشرة بذلك في القرآن ، وفي الحديث القدسي ، وفي الحديث النبوي . فما جاء في القرآن : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [9] . وجاء في الحديث القدسي : " من أطاعني أدخلته الجنة ولو كان عبدا حبشيا ومن عصاني أدخلته النار ولو كان شريفا قريشا " . وقد أشار الرسول صلى الله عليه وآله في " أحاديث المغيبات " [ إلى ] أن من أصحابه من سيسلك مسلك الجادة ، وأن منهم من سيحيد عنها ، وأن منهم من سيبغى عليه ، ويجار عليه ، وأن منهم الباغي ، والجائز . فخاطب عمار بن ياسر رضي الله عنه [ قائلا ] : " يا عمار ستقتلك الفئة الباغية " . وخاطب عليا [ بقوله ] : يا علي ! أتدري من أشقى الأولين والآخرين . قال : الله ورسوله أعلم . قال : أشقى الأولين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين الذين يطعنك [10] . وفي هذا كله إشارة لا تقبل الجدل على أن أصحابه من حيث التفاوت في الدرجات هم كسائر البشر ، سواء منهم الا لمعي الكامل ، ومنهم الناقص الخارج ، فضلا عن كونهم ليسوا سوء في صدق الصحبة ومراتب الدعوة . أفبعد ذلك يتلمس المتلمسون دستورا أعظم من هذا الدستور يستندون عليه في جواز نقد الصحابة ؟ ! إن الصحابة والناس جميعا سواء في نظر هذا الدين الحنيف ، إنما يتفاضلون بالتقوى ، وبمقدار ما أحرزوه من توفيق في تطبيق هذه المبادئ ،
[9] سورة الحجرات الآية 13 . [10] ابن قتيبة ( الإمامة والسياسة ) 1 / 119 طبعة القاهرة .
395
نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 395