responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إثنا عشر رسالة نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 8


ومن غريب رسائله رسالته الخلعية ، وهي مما يدل على تأله سريرته ، وتقدس سيرته ، وصورتها :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد كله لله رب العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين ، كنت ذات يوم من أيام شهرنا هذا ، وقد كان يوم الجمعة سادس عشر شهر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شعبان المكرم لعام ثلاث وعشرين وألف من هجرته المقدسة في بعض خلواتي ، أذكر ربى في تضاعيف أذكاري وأورادي ، باسمه الغني فاكرر " يا غني يا مغني " مشدوها بذلك عن كل شئ إلا عن التوغل في حريم سره ، و الامتحاء في شعاع نوره ، وكأن خاطفة قدسية قد ابتدرت إلى ، فاجتذبتنى من الوكر الجسماني ، ففككت حلق شبكة الحس ، وحللت عقد حبالة الطبيعة ، وأخذت أطير بجناح الروع في جو ملكوت الحقيقة ، وكأني قد خلعت بدنى ، ورفضت عدني ومقوت خلدي ، ونضوت جسدي ، وطويت إقليم الزمان ، وصرت إلى عالم الدهر .
فإذا أنا بمصر الوجود بجماجم أمم النظام الجملي من الابداعيات والتكوينيات والالهيات والطبيعيات والقدسيات والهيولانيات والدهريات والزمانيات ، وأقوام الكفر والايمان ، وأرهاط الجاهلية والاسلام ، من الدارجين والدارجات ، والغابرين والغابرات ، والسالفين والسالفات ، والعاقبين والعاقبات ، في الازلال والاباد ، وبالجملة آحاد مجاميع الامكان ، وذوات عوالم الاكوان ، بقضها وقضيضها ، وصغيرها وكبيرها باثباتها وبابدائها حالياتها وإنياتها .
وإذ الجميع زفة زفة ، وزمرة زمرة ، بحزبهم قاطعة معا ، مولون وجوه ( 1 ) مهياتهم شطر بابه سبحانه ، شاخصون بابصار إنياتهم تلقاء جنابه ، جل سلطانه من حيث هم لا يعلمون ، وهم جميعا بألسنة فقر ذواتهم الفاقرة ، وألسن فاقة هو ياتهم

8

نام کتاب : إثنا عشر رسالة نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست