responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إثنا عشر رسالة نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 7


لقد هبت ريح الانس ، من سمت القدس ، فأتتنى بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها بروق العقل بوموضها ، وكأنها بمطاويها ، أطباق الافلاك بدراريها ، وكأن أرقامها باحكامها ، أطباق الملك والملكوت بنظامها ، وكأن ألفاضها برطوباتها ، أنهار العلوم بعذوباتها ، وكأن معانيها بأفواجها ، بحار الحق بأمواجها .
وأيم الله إن طباعها من تنعيم ، وإن مزاجها من تسنيم ، وإن نسيمها لمن جنان الومضوت ، وإن رحيقها لمن دنان الملكوت ، فاستقبلتها القوى الروحية ، و برزت إليها القوة العقلية ، ومدت إليها قطنة صوامع السر أعناقها من كوى الحواس وروازن المدارك وشبابيك المشاعر ، وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شعفا واهتزازا ، وتستطار إلى عالمها شوقا وهزازا ، ولعمري قد ترويت ، ولكني لفرط ظمائى ما ارتويت :
شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفد الشراب ولا رويت فلا زالت مراحمكم الجلية ، مدركة للطالبين ، بأضواء الاعطاف العلية ، و مروية للظامئين بجرع الاعطاف الخفية والجلية .
ثم إن صورة مراتب الشوق والاخلاص التى هي وراء ما يتناهى بما لا يتناهى ، أظنها هي المنطبعة كما هي عليها ، في خاطركم الاقدس الانور الذى هو لاسرار عوالم الوجود كمرآة مجلوة ، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مطحوة .
وإنكم لانتم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشى الضمير ، المقدس المستنير ، عند صوالح الدعوات السانحات في مئنة الاستجابة ، ومظنة الاجابة بسط الله ظلالكم ، وخلد مجدكم وجلالكم ، والسلام على جنابكم الا رفع الابهى ، وعلى من يلوذ ببابكم الا رفع الاسمى ، ويعكف بفنائكم الاوسع الاسنى ، ورحمة الله وبركاته أبدا سرمدا .

7

نام کتاب : إثنا عشر رسالة نویسنده : المحقق الداماد    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست