بها فما ندري أي الأمرين أرشد ؟ فصفق عليه السلام إحدى يديه على الأخرى ثم قال : هذا جزاء من ترك العقدة ( 1 ) . أما والله لو أني حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الذي يجعل الله فيه خيرا ، فإن استقمتم هديتكم ، وإن اعوججتم قومتكم ، وإن أبيتم تداركتكم ، لكانت الوثقى ، ولكن بمن وإلى من ؟ . أريد أن أداوي بكم وأنتم دائي ، كناقش الشوكة بالشوكة وهو يعلم أن ضلعها معها ( 2 ) . اللهم قد ملت أطباء هذا الداء الدوي ( 3 ) ، وكلت النزعة بأشطان الركي ( 4 ) . أين القوم الذين دعوا إلى الاسلام فقبلوه ، وقرأوا القرآن فأحكموه . وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها ( 5 ) ، وسلبوا السيوف أغمادها . وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا وصفا صفا . بعض هلك وبعض نجا . لا يبشرون بالأحياء ( 6 ) ، ولا