مبلغ ومعاد منجح . دعا إليها أسمع داع واع ( 1 ) . فأسمع داعيها وفاز واعيها عباد الله إن تقوى الله حمت أولياء الله محارمه ( 2 ) . وألزمت قلوبهم مخافته ، حتى أسهرت لياليهم ، وأظمأت هواجرهم ( 3 ) . فأخذوا الراحة بالنصب ( 4 ) ، والري بالظمأ . واستقربوا الأجل فبادروا العمل ، وكذبوا الأمل فلاحظوا الأجل . ثم إن الدنيا دار فناء وعناء وغير وعبر فمن الفناء أن الدهر موتر قوسه ( 5 ) ، لا تخطئ سهامه ، ولا توسى جراحه ( 6 ) . يرمي الحي بالموت ، والصحيح بالسقم ، والناجي بالعطب . آكل لا يشبع ، وشارب لا ينقع ( 7 ) . ومن العناء أن المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن . ثم يخرج إلى الله لا مالا حمل ، ولا بناء نقل . ومن غيرها ( 8 ) أنك ترى المرحوم مغبوطا والمغبوط مرحوما ليس ذلك إلا نعيما زل ( 9 ) ، وبؤسا نزل . ومن عبرها أن المرء يشرف على