وسيبتلى أهلك بالموت الأحمر والجوع الأغبر 103 - ومن خطبة له عليه السلام انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها ، الصادفين عنها ( 1 ) . فإنها والله عما قليل تزيل الثاوي الساكن ( 2 ) ، وتفجع المترف الآمن ( 3 ) . لا يرجع ما تولى منها فأدبر ، ولا يدرى ما هو آت منها فينتظر . سرورها مشوب بالحزن . وجلد الرجال فيها إلى الضعف والوهن . فلا يغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها ، لقلة ما يصحبكم منها رحم الله امرأ تفكر فاعتبر . واعتبر فأبصر . فكأن ما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن ( 4 ) ، وكأن ما هو كائن من الآخرة عما قليل لم يزل . وكل معدود منقض ، وكل متوقع آت ، وكل آت قريب دان ( منها ) العالم من عرف قدره . وكفى بالمرء جهلا