في عز الدنيا وفخرها . ولا تعجبوا بزينتها ونعيمها . ولا تجزعوا من ضرائها وبؤسها . فإن عزها وفخرها إلى انقطاع . وإن زينتها ونعيمها إلى زوال ، وضراءها وبؤسها إلى نفاد ( 1 ) . وكل مدة فيها إلى انتهاء . وكل حي فيها إلى فناء . أوليس لكم في آثار الأولين مزدجر ( 2 ) وفي آبائكم الماضين تبصرة ومعتبر إن كنتم تعقلون . أو لم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون . وإلى الخلف الباقين لا يبقون . أو لستم ترون أهل الدنيا يصبحون ويمسون على أحوال شتى ، فميت يبكى وآخر يعزى ، وصريع مبتلى . وعائد يعود وآخر بنفسه يجود ( 3 ) . وطالب للدنيا والموت يطلبه . وغافل وليس بمغفول عنه . وعلى أثر الماضي ما يمضي الباقي ألا فاذكروا هادم اللذات ، ومنغص الشهوات ، وقاطع الأمنيات . عند المساورة للأعمال القبيحة ( 4 ) . واستعينوا الله على أداء