responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة نویسنده : خطب الإمام علي ( ع )    جلد : 1  صفحه : 13


اللطيفة التي جمع بها بين الأضداد ، وألف بين الأشتات [1] . وكثيرا ما أذكر الإخوان بها واستخرج عجبهم منها . وهي موضوع للعبرة بها والفكرة فيها . وربما جاء في أثناء هذا الاختيار اللفظ المردد والمعنى المكرر والعذر في ذلك أن روايات كلامه تختلف اختلافا شديدا . فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنقل على وجهه ، ثم وجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعا غير وضعه الأول ، إما بزيادة مختارة أو بلفظ أحسن عبارة ، فتقتضي الحال أن يعاد استظهارا للاختيار ، وغيرة على عقائل الكلام [2] . وربما بعد العهد أيضا بما اختير أولا فأعيد بعضه سهوا أو نسيانا لا قصدا واعتمادا . ولا أدعي مع ذلك أني أحيط بأقطار جميع كلامه عليه السلام [3] حتى لا يشذ عني منه شاذ ولا يند ناد ، بل لا أبعد أن يكون القاصر عني فوق الواقع إلى ، والحاصل في ربقتي دون الخارج من يدي [4] وما على إلا بذل الجهد وبلاغ الوسع ، وعلى الله سبحانه نهج السبيل [5] ورشاد الدليل إن شاء الله ورأيت من بعد تسمية هذا الكتاب بنهج البلاغة إذ كان يفتح للناظر فيه أبوابها .
ويقرب عليه طلابها . فيه حاجة العالم والمتعلم وبغية البليغ والزاهد ، ويمضي في أثنائه من الكلام في التوحيد والعدل وتنزيه الله سبحانه وتعالى عن شبه الخلق ما هو بلال كل غلة [6] وجلاء كل شبهة . ومن الله سبحانه أستمد التوفيق والعصمة .
وأتنجز التسديد والمعونة ، وأستعيذه من خطأ الجنان قبل خطأ اللسان ، ومن زلة الكلام قبل زلة القدم . وهو حسبي ونعم الوكيل .
باب المختار من خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره ويدخل في ذلك المختار من كلامه الجاري مجرى الخطب في المقامات المحصورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة



[1] موضع العجب أن أهل الشجاعة والإقدام والمغامرة والجرأة يكونون في العادة قساة فتاكين متمردين جبارين . والغالب على أهل الزهد وأعداء الدنيا وهاجري ملاذها المشتغلين بالوعظ والنصيحة والتذكير أن يكونوا ذوي رقة ولين وضعف قلوب وخور طباع . وهاتان حالتان متضادتان فاجتماعهما في أمير المؤمنين كرم الله وجهه مما يوجب العجب ، فكان كرم الله وجهه إشجع الناس وأعظمهم إراقة للدم ، وأزهدهم وأبعدهم عن ملاذ الدنيا وأكثرهم وعظا وتذكيرا وأشدهم اجتهادا في العبادة ، وكان أكرم الناس أخلاقا وأسفرهم وجها وأوفاهم هشاشة وبشاشة حتى عيب بالدعابة .
[2] عقائل الكلام كرائمه ، وعقيلة الحي كريمته
[3] أقطار الكلام جوانبه . والناد النافر
[4] الربقة عروة حبل يجعل فيها رأس البهيمة
[5] نهج السبيل إبانته وإيضاحه
[6] الغلة العطش وبلالها ما تبل به وتروى .

13

نام کتاب : نهج البلاغة نویسنده : خطب الإمام علي ( ع )    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست