خريت فن الحديث ورجاله - لم يحكم على الحديث إلا بما نقله من " الاستغراب " عن الترمذي . وكم فرق بين " نكارة الحديث " وبين " غرابته " [1] . فهل يجهل الذهبي هذا ، أيضا ، أو يتجاهل عنه ؟ أو يريد إيهام أن الترمذي حكم على الحديث بذلك ؟ ! . فهذا تعد آخر من الذهبي على الترمذي ! وثانيا : أن حكم الترمذي بالغرابة غير وارد على " علي بن جعفر " فإنه قال : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه من حديث جعفر إلا من هذا الوجه [2] . فليس الاستغراب راجعا إلى حديث علي بن جعفر ، حتى يورد ذلك في ترجمته ! فقد روى ذلك الحديث من طريق الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر عليهم السلام ذكر ابن العديم - بعد إيراد حديث نصر عن أخيه موسى ، عن أبيه جعفر - قول الطبراني : لم يروه عن موسى بن جعفر ، إلا أخوه علي بن جعفر ، تفرد به نصر بن علي ، ثم قال : قلت : وقد رواه علي بن موسى الرضا رضي الله عنه ، عن موسى بن جعفر ، كما أوردناه قبله [3] . فإذن لم يتفرد علي بن جعفر عن أخيه ، حتى يكون الحديث غريبا من جهته . وثالثا : إذا كان الحديث " غريبا " - كما يقول الترمذي - ، فثم ماذا ؟ !
[1] لاحظ علوم الحديث ، لابن الصلاح : 80 و 270 ومنهج النقد : 396 و 430 . [2] الجامع للترمذي 5 / 641 . [3] بغية الطلب في تاريخ حلب : ج 4 ورقة 43 ب في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام .