تصحيح الترمذي وتحسينه ، ثم ذكر روايته للحديث بسنده . وإنما عمد إلى ذلك تمهيدا للطعن عليه ، وتبريرا لادراجه في ميزانه المائل عن الحق . وهذا عمل يجل عن مثله العالم الأمين . وثانيا : قوله عن الترمذي : " ولا حسنه " . كذب على الترمذي ، حيث أن الترمذي قال بعد إيراده للحديث ما نصه : هذا حديث " حسن " غريب [1] . مع أن مجرد إيراد الترمذي للحديث في سننه - الذي يعد من الأمهات الست عند - العامة كاف في الحكم بحسنه ، لأنه من مصادر الحديث الحسن كما صرح به علماء المصطلح [2] . فهل يجهل الذهبي ذلك ، أو يتجاهل عنه ؟ ! ولقد أصاب ابن حجر في نقله عن الترمذي ، حيث في ترجمة علي بن جعفر : له في الترمذي حديث واحد في الفضائل ، واستغربه [3] . فلم ينف التحسين ، إلا أنه قصر حيث لم يذكر تحسين الترمذي للحديث ، فكان عليه أن يقول : حسنه واستغربه ، لأن الترمذي - كما عرفت - قال فيه : " حسن غريب " . فلماذا ذكر ابن حجر الاستغراب ولم يذكر التحسين ؟ ! إلا أن يكون اعتمد على ما هو المسلم من وضع كتاب الترمذي على جمع الحديث الحسن ، وأنه من مظانه ، كما مر نقله عن علماء مصطلحا لحديث . وأما قول الذهبي : حديثه منكر جدا . ففيه : أولا : إن الذهبي قد تفرد بحكمه بنكارة الحديث ، حتى أن ابن حجر - وهو
[1] الجامع الصحيح ، للترمذي 5 / 641 . [2] لاحظ : منهج النقد في علوم الحديث ، لعتر : 274 - 275 . [3] تهذيب التهذيب 7 / 293 رقم 502 .