responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 8


نعما لا تحصى ، ثم غلظ عليه القول بقوله عز وجل : " بيدي استكبرت " كقول القائل بسيفي تقاتلني وبرمحي تطاعنني ، وهذا أبلغ في القبح وأشنع ، فقوله عز وجل : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " كانت كلمة متشابهة أحد وجوهها أنه يتصور عند الجاهل أن الله عز وجل يستشير خلقه في معنى التبس عليه ويتصور عند المستدل إذا استدل على الله عز وجل بأفعاله المحكمة وجلالته الجليلة أنه جل عن أن يلتبس عليه معنى أو يستعجم عليه حال فإنه لا يعجزه شئ في السماوات والأرض والسبيل في هذه الآية المتشابهة كالسبيل في أخواتها من الآيات المتشابهات أنها ترد إلى المحكمات مما يقطع به ومعه العذر للمتطرق إلى السفه والالحاد .
فقوله : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " يدل على معنى هدايتهم لطاعة جليلة مقترنة بالتوحيد ، نافية عن الله عز وجل الخلع والظلم وتضييع الحقوق وما تصح به ومعه الولاية ، فتكمل معه الحجة ، ولا يبقى لأحد عذر في إغفال حق وأخرى أنه عز وجل إذا علم استقلال أحد من عباده لمعنى من معاني الطاعات ندبه له حتى تحصل له به عبادة ويستحق معها مثوبة على قدرها ما لو أغفل ذلك جاز أن يغفل جميع معاني حقوق خلقه أولهم وآخرهم ، جل الله عن ذلك . فللقوام بحقوق الله وحقوق خلقه مثوبة جليلة متى فكر فيها مفكر عرف أجزاءها إذ لا وصول إلى كلها لجلالتها وعظم قدرها ، وأحد معانيها وهو جزء من أجزائها أنه يسعد بالإمام العادل النملة والبعوضة والحيوان أولهم وآخرهم بدلالة قوله تعالى : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " [1] . ويدل على صحة ذلك قوله عز وجل في قصة نوح عليه السلام : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا - الآية " [2] . ثم من المدرار ما ينتفع به الانسان وسائر الحيوان ، وسبب ذلك الدعاة إلى دين الله والهداة إلى حق الله ، فمثوبته على أقداره ، وعقوبته على من عانده بحسابه . ولهذا نقول : إن



[1] الأنبياء : 107 .
[2] نوح : 10 - 12 .

8

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست