نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 7
مما يزع القرآن " [1] وقد نطق بمثله قوله عز وجل : " لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله " [2] فوجب أن ينصب عز وجل خليفة يقصر من أيدي أعدائه عن أوليائه ما تصح به ومعه الولاية لأنه لا ولاية مع من أغفل الحقوق وضيع الواجبات ووجب خلعه في العقول . جل الله تعالى عن ذلك ، والخليفة اسم مشترك لأنه لو أن رجلا بنى مسجدا ولم يؤذن فيه ونصب فيه مؤذنا كان مؤذنه ، فأما إذا أذن فيه أياما ثم نصب فيه مؤذنا كان خليفته ، وكذلك الصورة في العقول والمعارف متى قال البندار : [3] هذا خليفتي كان خليفته على البندرة لا على البريد والمظالم ، فكذلك القول في صاحبي البريد والمظالم ، فثبت أن الخليفة من الأسماء المشتركة ، فكان من صفة الله تعالى ذكره الانتصاف لأوليائه من أعدائه ، فوكل من ذلك معنى إلى خليفته فلهذا الشأن استحق معنى الخليفة دون معنى أن يتخذ شريكا معبودا مع الله سبحانه ، ولهذا من الشأن قال الله تبارك وتعالى لإبليس : " يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت " ثم قال : عز وجل " بيدي أستكبرت " [4] وذلك أنه يقطع العذر ولا يوهم أنه خليفة شارك الله في وحدته ، فقال : بعد ما عرفت أنه خلق الله ما منعك أن تسجد ، ثم قال : " بيدي أستكبرت " [5] واليد في اللغة قد تكون بمعنى النعمة وقد كان الله عز وجل عليه نعمتان حوتا نعما [6] كقوله عز وجل " وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة " [7] وهما نعمتان حوتا
[1] أي ما يمنع الحاكم أكثر مما يمنع القرآن . [2] الحشر : 13 . [3] البندار - بضم الميم - : من بيده ديوان الخراج ، ويقال لمحمد بن بشار البصري : " بندار " لأنه جمع حديث أهل بلده . [4] سورة ص : 75 وتمامها " أم كنت من العالين " . [5] يعنى الباء في قوله " بيدي " ليست متعلقة بخلقت حتى تكون اليد بمعنى القدرة ، بل متعلقة بفعل متأخر هو قوله " استكبرت " . أقول : وفيه مالا يخفى لان الهمزة للاستفهام بقرينة " أم " وشأنها الصدر وعليه فلا يصح أن يكون ما قبلها معمولا لما بعدها كما حقق في محله ، وفى حديث عن الرضا عليه السلام قال : يعنى بقدرتي وقوتي . [6] في بعض النسخ " جرتا نعما " وكذا ما يأتي . [7] لقمان : 20 .
7
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 7