نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 404
صلاته فقال له ذو القرنين : كيف لم يروعك ما حضرك من الجنود ؟ قال : كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك وأعز سلطانا وأشد قوة ، ولو صرفت وجهي إليك ما أدركت حاجتي قبله . فقال له ذو القرنين : فهل لك أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي وأستعين بك على بعض أموري ؟ قال : نعم إن ضمنت لي أربعا [1] : نعيما لا يزول ، وصحة لا سقم فيها ، وشبابا لا هرم فيه ، وحياة لا موت فيها . فقال له ذو القرنين : أي مخلوق يقدر على هذه الخصال ؟ فقال الشيخ : فاني مع من يقدر على هذه الخصال [2] ويملكها وإياك . ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين : أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله تعالى قائمين ، وعن شيئين جاريين ، وشيئين مختلفين ، وشيئين متباغضين ؟ فقال ذو القرنين : أما الشيئان القائمان فالسماء والأرض ، وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر ، وأما الشيئان المختلفان فالليل والنهار ، وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة ، فقال : انطلق فإنك عالم . فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلب جماجم الموتى فوقف عليه بجنوده فقال له : أخبرني أيها الشيخ لأي شئ تقلب هذه الجماجم ؟ قال : لأعرف الشريف عن الوضيع فما عرفت ، فإني لا قلبها منذ عشرين سنة ، فانطلق ذو القرنين وتركه وقال : ما أراك عنيت بهذا أحدا غيري . فبينما هو يسير إذ وقع إلى الأمة العالمة الذين هم من قوم موسى الذين " يهدون بالحق وبه يعدلون " فوجد أمة مقسطة عادلة يقسمون
[1] في بعض النسخ " أربع خصال " . [2] في بعض النسخ " فان معي من يقدر عليها " .
404
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 404