نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 403
قالوا : ومن أين لنا من الحديد والنحاس ما يسع هذا العمل الذي تريد أن تعمل قال : إني سأدلكم على معدن الحديد والنحاس ، فضرب لهم في جبلين حتى فتقهما فاستخرج لهم منهما معدنين من الحديد و النحاس ، قالوا : فبأي قوة نقطع الحديد والنحاس ؟ فاستخرج لهم معدنا آخر من تحت الأرض يقال لها : السامور وهو أشد بياضا من الثلج ( 5 ) وليس شئ منه يوضع على شئ إلا ذاب تحته فصنع لهم منه أداة يعملون بها - وبه قطع سليمان بن داود عليه السلام أساطين بيت المقدس وصخوره جاءت بها الشياطين من تلك المعادن - فجمعوا من ذلك ما اكتفوا به فأوقدوا على الحديد حتى صنعوا منه زبرا مثال الصخور ، فجعل حجارته من حديد ، ثم أذاب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة ، ثم بنى وقاس ما بين الصدفين فوجده ثلاثة أميال فحفر له أساسا حتى كاد أن يبلغ الماء وجعل عرضه ميلا وجعل حشوه زبر الحديد ، وأذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من نحاس وأخرى من حديد حتى ساوى الردم بطول الصدفين ، فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد ، فيأجوج ومأجوج ينتابونه في كل سنة مرة ، وذلك أنهم يسيحون في بلادهم حتى إذا وقعوا إلى ذلك الردم حبسهم ، فرجعوا يسيحون في بلادهم ، فلا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة وتجيئ أشراطها فإذا جاء أشراطها وهو قيام القائم عليه السلام فتحه الله عز وجل لهم ، وذلك قوله عز وجل " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون " ( 1 ) . فلما فرغ ذو القرنين من عمل السد انطلق على وجهه ، فبينما هو يسير وجنوده إذ مر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من
( 1 ) في بعض النسخ " وهو أشد شئ بياضا " . والسامور : الألماس المعروف اليوم كما في بحر الجواهر ولا يذب شيئا بل قطعه . ( 2 ) الكهف : 94 و 95 .
403
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 403