نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 189
وجوههم الزعفران ترى منهم الرعدة فقالوا : نحب أن تأتوا كبيرنا فإنه ههنا قريب في الكنيسة العظمى ، فقلنا : ما لنا ولكم ؟ فقالوا : ليس يضركم من هذا شئ ولعلنا نكرمكم ، وظنوا أن واحد منا محمد فذهبنا معهم حتى دخلنا معهم الكنيسة العظيمة البينان فإذا كبيرهم قد توسطهم وحوله تلامذته ، وقد نشر كتابا في يديه ، فأخذ ينظر إلينا مرة وفي الكتاب مرة فقال لأصحابه : ما صنعتم شيئا لم تأتوني بالذي أريد ، وهو الان ههنا . ثم قال لنا : من أنتم ؟ فقلنا : رهط من قريش ، فقال : من أي قريش ؟ فقلنا من بني عبد شمس ، فقال لنا : معكم غيركم ؟ فقلنا : نعم شاب من بني هاشم نسميه يتيم بني عبد المطلب ، فوالله لقد نخر نخره [1] كاد أن يغشى عليه ، ثم وثب فقال : أوه أوه هلكت النصرانية والمسيح ، ثم قام واتكأ على صليب من صلبانه وهو مفكر وحوله ثمانون رجلا من البطارقة والتلامذة ، فقال لنا : فيخف عليكم أن ترونيه ؟ فقلنا له : نعم فجاء معنا فإذا نحن بمحمد صلى الله عليه وآله قائم في سوق بصرى ، والله لكأنا لم نر وجهه إلا يومئذ كأن هلالا يتلألأ من وجهه ، وقد ربح الكثير واشترى الكثير ، فأردنا أن نقول للقس هو هذا ؟ فإذا هو قد سبقنا فقال : هو هو ، قد عرفته والمسيح ، فدنا منه وقبل رأسه وقال له : أنت المقدس ، ثم أخذ يسأله عن أشياء من علاماته ، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله يخبره فسمعناه يقول : لئن أدركت زمانك لأعطين السيف حقه ، ثم قال لنا : أتعلمون ما معه ؟ معه الحياة والموت ، من تعلق به حيى طويلا ، ومن زاغ عنه مات موتا لا يحيى بعده أبدا ، هو هذا الذي معه الذبح الأعظم [2] ، ثم قبل رأسه ورجع راجعا .
[1] نخر الانسان : مد الصوت والنفس في خياشيمه . [2] في بعض النسخ " الربح الأعظم " .
189
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 189