نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 188
فمروا في طريقهم برجل يقال له : بحيرى فلما رأى الغمامة تسير معهم نزل من صومعته واتخذ لقريش طعاما وبعث إليهم يسألهم أن يأتوه ، وقد كانوا نزلوا تحت شجرة فبعث إليهم يدعوهم إلى طعامه فقالوا له : يا بحيرى والله ما كنا نعهد هذا منك ، قال قد أحببت أن تأتوني ، فأتوه وخلفوا رسول الله صلى الله عليه وآله في الرحل ، فنظر بحيرى إلى الغمامة قائمة ، فقال لهم : هل بقي منكم أحد لم يأتني ؟ فقالوا : ما بقي منا إلا غلام حدث خلفناه في الرحل ، فقال : لا ينبغي أن يتخلف عن طعامي أحد منكم ، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فلما أقبل أقبلت الغمامة ، فلما نظر إليه بحيرى قال : من هذا الغلام ؟ قالوا : ابن هذا وأشاروا إلى أبي طالب ، فقال له بحيرى : هذا ابنك ؟ قال أبو طالب : هذا ابن أخي قال : ما فعل أبوه ؟ قال : توفي ، وهو حمل ، فقال بحيرى لأبي طالب : رد هذا الغلام إلى بلاده فإنه إن علمت به اليهود ما أعلم منه قتلوه ، فإن لهذا شأنا من الشأن ، هذا نبي هذه الأمة ، هذا نبي السيف . 15 . ( باب ) * ( ذكر ما حكاه خالد بن أسيد بن أبي العيص ، وطليق بن سفيان بن أمية عن ) * * ( كبير الرهبان في طريق الشام من معرفته بأمر النبي صلى الله عليه وآله ) * 36 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، وعلي بن أحمد بن محمد ، ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الهيثم بن عمرو المزني [1] ، عن عمه ، عن يعلى النسابة قال : خرج خالد بن أسيد بن أبي العيص ، وطليق بن سفيان بن أمية تجارا إلى الشام سنة خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فيها فكانا معه ، وكان يحكيان أنهما رأيا في مسيره وركوبه مما يصنع الوحش والطير ، فلما توسطنا سوق بصرى إذا نحن بقوم من الرهبان قد جاؤوا متغير الألوان كأن على