نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 124
السابقين بالخيرات ، المجاهدين في الله ولا من المقتصدين الواعظين بالأمر والنهي عند إعواز الأعوان [1] فهو من الظالمين لأنفسهم ، وهذا سبيل من كان قبلنا من ذراري الأنبياء عليهم السلام ، ثم تلا آيات من القران . فيقال له : ليس علينا ، لمن [2] أراد بهذا الكلام ؟ ولكن أخبرنا عن الامام من العترة عندك من أي قسم هو ؟ فإن قال : من المجاهدين ، قيل له : فمن هو ، ومن جاهد ويعلم من خرج ؟ وأين خيله ورجله ؟ فإن قال : هو ممن يعظ بالأمر والنهي عند اعواز الأعوان ، قيل له : فمن سمع أمره ونهيه ؟ فإن قال : أولياؤه وخاصته ، قلنا : فإن اتبع هذا وسقط فرض ما سوى ذلك عنه لاعواز الأعوان وجاز أن لا يسمع أمره ونهيه إلا أولياؤه فأي شئ عبته على الامامية ؟ ولم ألفت كتابك هذا ؟ وبمن عرضت ؟ وليت شعري وبمن قرعت بآي القرآن وألزمته فرض الجهاد . ثم يقال له وللزيدية جميعا : أخبرونا لو خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا ولم ينص على أمير المؤمنين عليه السلام ولا دل عليه ولا أشار إليه أكان يكون ذلك من فعله صوابا وتدبيرا حسنا جائزا ؟ فإن قالوا : نعم ، فقلنا لهم : ولو لم يدل على العترة أكان يكون ذلك جائزا فإن قالوا : نعم ، قلنا : ولو لم يدل فأي شئ أنكرتم على المعتزلة والمرجئة والخوارج ؟ وقد كان يجوز أن لا يقع النص فيكون الامر شورى بين أهل الحل والعقد ، وهذا ما لا حيلة فيه ، فإن قالوا : لا ولا بد من النص على أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن الأدلة على العترة ، قيل لهم لم ؟ حتى إذا ذكروا الحجة الصحيحة فننقلها إلى الامام في كل زمان ، لان النص إن وجب في زمن وجب في كل زمان ، لان العلل الموجبة له موجودة أبدا ، ونعوذ بالله من الخذلان .
[1] أعوز اعوزازا الرجل . افتقر وساءت حاله فهو معوز ، وأعوزه المطلوب : أعجزه وصعب عليه نيله . أعوز في الشئ : احتجت إليه ، لم أقدر عليه . وفى بعض النسخ " اعوزاز الأعوان " وأعوز اعوزازا احتال . اختلت حاله . [2] لعل اللام في قوله " لمن " مفتوحة والجملة تتضمن معنى الاستفهام ، وقوله " ليس علينا " جملة مستقلة ، أي ليس ما قلت علينا . وفى بعض النسخ " لمن المراد " .
124
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 124