نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 111
وأما قوله : " وهذا من أدل دليل على عدمه لأنه لو كان موجودا لم يسعه ترك البيان لشيعته كما قال الله عز وجل : " وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه " فيقال لصاحب الكتاب : أخبرنا عن العترة الهادية يسعهم أن لا يبينوا للأمة الحق كله ؟ فان قال : نعم حج نفسه وعاد كلامه وبالا عليه لان الأمة قد اختلفت وتباينت وكفر بعضها بعضا ، فان قال : لا ، قيل : هذا من أدل دليل على عدم العترة وفساد ما تدعيه الزيدية لان العترة لو كانوا كما تصف الزيدية لبينوا للأمة ولم يسعهم السكوت والامساك ، كما قال الله عز وجل : " وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه " فان ادعى أن العترة قد بينوا الحق للأمة غير أن الأمة لم تقبل ومالت إلى الهوى ، قيل له : هذا بعينه قول الإمامية في الامام و شيعته . ونسأل الله التوفيق . ثم قال صاحب الكتاب : ويقال لهم ( لم ) استتر إمامكم عن مسترشده ؟ فان قالوا : تقية على نفسه ، قيل لهم : فالمسترشد أيضا يجوز له أن يكون في تقية من طلبه لا سيما إذا كان المسترشد يخاف ويرجو ولا يعلم ما يكون قبل كونه فهو في تقية ، وإذا جازت التقية للامام فهي للمأموم أجوز ، وما بال الامام في تقية من إرشادهم وليس هو في تقية من تناول أموالهم والله يقول : " اتبعوا من لا يسئلكم أجرا - الآية " [1] وقال : إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " [2] فهذا مما يدل على أن أهل الباطل عرض الدنيا يطلبون ، والذين يتمسكون بالكتاب لا يسألون الناس أجرا وهم مهتدون . ثم قال : وإن قالوا كذا قيل كذا فشئ لا يقوله إلا جاهل منقوص . والجواب عما سأل : أن الامام لم يستتر عن مسترشده إنما استتر خوفا على نفسه من الظالمين . فأما قوله : " فإذا جازت التقية للامام فهي للمأموم أجوز " فيقال له : إن كنت تريد أن المأموم يجوز له أن يتقي من الظالم ويهرب عنه متى خاف على نفسه